ما ذكره الله ـ سبحانه ـ فى نص القرآن ، والمعجلة جنة الوقت (١) .. والدرجات ـ من حيث البسط ـ فيها متصلة ، ونفحات الأنس لأربابها لا مقطوعة ولا ممنوعة.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ)
يريد بهم مؤمنى أهل الكتاب الذين كانوا يفرحون بما ينزل من القرآن لصدق يقينهم.
(وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ)
أي الأحزاب الذين قالوا كان محمد يدعو إلى إله واحد ، فالآن هو ذا يدعو إلى إلهين لمّا نزل : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) (٢).
(قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ ، إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ).
قل يا محمد : (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ). والعبودية المبادرة إلى ما أمرت به ، والمحاذرة (٣) مما زجرت عنه ، ثم التبرّى عن الحول والمنّة ، والاعتراف بالطول والمنّة.
وأصل العبودية القيام بالوظائف ، ثم الاستقامة عند روح اللطائف.
قوله جل ذكره : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧))
أي حكما ببيان العرب ؛ لأنّ الله تعالى أرسل الرسل فى كلّ وقت كلا بلسان قومه ليهتدوا إليه.
ويقال من صفات العرب الشجاعة والسخاء ومراعاة الذّمام ؛ وهذه الأشياء مندوب إليها فى الشريعة.
__________________
(١) أي جنة أرباب الأحوال ... هنا فى هذه الدنيا
(٢) آية ١١٠ سورة الإسراء ومنهم كعب بن الأشرف والسيد والعاقب وأشياعهم.
(٣) وردت (المحاضرة) بالضاد وهى خطا فى النسخ كما هو واضح من السياق.