التأنّى والثبات والسكون. وإذا بدا من التقدير حكم فلا استعجال لهم لما يرد عليهم ، بل يتقبلون مفاجأة التقدير بوجه ضاحك ، ويستقبلون ما يبدو من الغيب من الردّ والقبول ، والمنع والفتوح بوصف الرضاء ، ويحمدون الحق ـ سبحانه وتعالى ـ على ذلك.
(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) : تعالى عما يشركون بربهم ، والكفار لم ييسر لهم حتى أنّه لا سكن لقلوبهم من حديثه.
قوله جل ذكره : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢))
ينزل الملائكة على الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ بالوحى والرسالة ، وبالتعريف والإلهام على أسرار أرباب التوحيد وهم المحدّثون. وإنزال الملائكة على قلوبهم غير مردود لكنهم لا يؤمرون أن يتكلموا بذلك ، ولا يحملون رسالة إلى الخلق.
ويراد بالروح الوحى والقرآن ، وفى الجملة الروح ما هو سبب الحياة ؛ إمّا حياة القلب أو حياة الدنيا.
قوله جل ذكره : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣))
خلقها بالحق ، ويحكم فيها بالحق ، فهو محقّ فى خلقها لأنّ له ذلك ، ويدخل فى ذلك أمره بتكليف الخلق ، وما يعقب ذلك التكليف من الحشر والنّشر ، والثواب والعقاب.
(تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) : تقديسا وتشريفا له عن أن يكون له شريك أو معهم ليك
قوله جل ذكره : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤))
تعرّف إلى العقلاء بكمال قدرته حيث أخبر أنه قدر على تصوير الإنسان على ما فيه من التركيب العجيب ، والتأليف اللطيف ؛ من نطفة متماثلة الأجزاء ، متشاكلة فى وقت الإنشاء ، مختلفة الأعضاء وقت الإظهار والإبداء ، والخروج من الخفاء. ثم ما ركّب فيه من تمييز وعقل ،