وا خجلتي من وقوفي وسط دارهم! |
|
وقال لى مغضبا : من أنت يا رجل؟ |
وقوله جل ذكره : (لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)
جئتمونا بلا شفيع ولا ناصر ، ولا معين ولا مظاهر.
قوم يقال لهم : سلام عليكم ... كيف أنتم؟ وكيف وجدتم مقيلكم؟ وكم إلى لقائنا اشتقتم! وقوم يقال لهم : ما صنعتم ، وما ضيّعتم؟ ما قدّمتم ، وما أخرتم؟ ما أعلنتم ، وما أسررتم؟
قل لى بألسنة التنفّس (١) |
|
كيف أنت وكيف حالك؟ |
ويقال يجيب بعضهم عند السؤال فيفصحون عن مكنون قلوبهم ، ويشرحون ما هم به من أحوال مع محبوبهم وآخرون تملكهم الحيرة وتسكتهم الدهشة ، فلا لهم بيان ، ولا ينطق عنهم لسان. وآخرون كما قيل :
قالت سكينة من هذا فقلت لها : |
|
أنا الذي أنت من أعدائه زعموا |
قوله جل ذكره : (وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ)
إنما يصيبهم ما كتب فى الكتاب الأول وهو المحفوظ ، لا ما فى الكتاب الذي هو كتاب أعمالهم نسخه ما فى اللوح المحفوظ.
ويقال إن عامل عبدا بما فى الكتاب الذي أثبته الملك عليه فكثير من عباده يعاملهم بما فى كتاب الملك ـ سبحانه ، وفرق بين من يعامل بما فى كتاب الحقّ من الرحمة (٢) والشفقة وبين من يحاسبه بما كتب عليه الملك من الزّلة (٣)
__________________
(١) التنفس : الاستراحة من الكد والتعب
(٢) يشير بذلك إلى قوله تعالى (كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (آية ١٢ سورة الأنعام) وإلى قوله تعالى : (فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (آية ٥٤ سورة الأنعام).
(٣) يشير بذلك إلى قوله تعالى : (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (آية ٨٠ سورة الزخرف).