عن الدّين. ومن أمارات السعادة للمؤمن فتح باب العمل عليه ، وإغلاق باب الجدل دونه.
قوله جل ذكره : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (٥٥))
لا عذر لهم إذا لجأوا إلى ما تعاطوه من العصيان وترك المبادرة إلى المأمور ، ولا توفيق يساعدهم فيخرجهم عن حوار الداعي إلى عزم الفعل ، فهم ـ وإن لم يكونوا بنعت الاستطاعة على ما ليسوا يفعلونه ـ ليسوا عاجزين عن ذلك ؛ ولكنهم بحيث لو أن العبد منهم أراد ما أمر به لتأبّى منه ذلك ، وتعذّر عليه ؛ ففى الحال ليس بقادر على ما ليس يفعله ولا هو عاجز عنه ، وهذا يسميه القوم حال التخلية وهى واسطة بين القدرة والعجز.
قوله جل ذكره : (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً (٥٦))
أرسل الرسل ـ عليهمالسلام ـ تترى ، وأيّدهم بالحجج والبراهين ، وأمرهم بالإنذار والتخويف ، والتشريف فى عين التكليف ، وتضمين ذلك بالتحقيق ، ولكن سعد قوم باتباعهم ، وشقى آخرون بخلافهم.
قوله جل ذكره : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (٥٧))