قوله جل ذكره : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
ضلّ سعيهم لأنهم عملوا لغير الله .. وما كان لغير الله فلا ينفع.
ويقال الذين ضلّ سعيهم هم الذين قرنوا أعمالهم بالرياء ، ووصفوا أحوالهم بالإعجاب ، وأبطلوا إحسانهم بالملاحظات أو بالمنّ.
ويقال هم الذين يلاحظون أعمالهم وما منهم بعين الاستكثار (١).
قوله جل ذكره : (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)
لم يكونوا أصحاب التحقيق ، فعملوا من غير علم ، ولم يكونوا على وثيقة (٢)
قوله جل ذكره : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥))
عموا عن شهود الحقيقة فبقوا فى ظلمة الجحد ، فتفرقّت بهم الأوهام والظنون ، ولم يكونوا على بصيرة ، ولم تستقر قلوبهم على عقيدة مقطوع بها ؛ فليس لهم فى الآخرة وزن ولا خطر ، اليوم هم كالأنعام ، وغدا واقعون ساقطون (...) (٣) الأقدام.
قوله جل ذكره : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦))
__________________
(١) ملاحظة الأعمال واستكثارها من أخطر دعاوى النفس ، كثيرا ما حذّر منهما أهل الملامة فى نيسابور ـ موطن القشيري.
(٢) الوثيقة ما يضبط به الأمر ويحكم.
(٣) مشتبهة ، وقد ضبطنا (الأقدام) بفتح الهمزة مراعاة للانسجام مع (الأنعام) على عادة القشيري فى ضبط الموسيقى الداخلية للجمل والفقرات ، ومع ذلك فإنّ صحة ضبطها تتوقف على معرفة الكلمة المشتبهة.