ويقال هو الذي لا يشهد غير الله مثبتا ولا نافيا.
ويقال هو المستجيب لما يطالب به جملة وتفصيلا.
ويقال هو الواقف مع الله فى عموم الأوقات على حدّ الصدق.
قوله جل ذكره : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢))
دلّت الآية على استحقاق المعبود الوصف بالسمع والبصر على الكمال دون نقصان فيه ، وكذلك القول فى القدرة على الضّرّ والنفع.
وإذا رجع العبد إلى التحقيق علم أن كلّ الخلق لا تصلح قدرة واحد منهم للإبداع والإحداث ، فمن علّق قلبه بمخلوق ، أو توهّم شظية منه من النفي والإثبات فقد ضاهى عبدة الأصنام.
قوله جل ذكره : (يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣))
أمره باتباعه لمّا ترجح عليه جانبه فى كون الحقّ معه ـ وإن كان أكبر منه سنّا ، وبيّن أن الخلاص فى اتباع أهل الحقّ ، وأنّ الهلاك فى الابتداع والتطوح فى مغاليط الطرق.
قوله جل ذكره : (يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤))
بيّن أنّ العلة فى منعه من عبادة الشيطان عصيانه للرحمن فبان أنّه لا ينبغى أن تكون طاعة لمن يعصى الله بحال.
ويقال أساس الدّين هجران أرباب العصيان.
قوله جل ذكره : (يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (٤٥))