قوله : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) : أي إنك بالوادي المقدس عن الأعلال ؛ وساحات الصمدية تجلّ عن كل شين ، وإيمان وزين ؛ عن زين بإحسان وشين بعصيان ؛ لأنّ للربوبية سطعات عزّ تقهر كلّ شىء.
قوله جل ذكره : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣))
وعلى علم منى بك اصطفينك ، وجرّدتك ونقّيتك عن دنس الأوهام وكلّ ما يكدّر صفوك.
ويقال بعد ما اخترتك فأنت لى وبي ، وأنت محو فى فنائك عنك.
قوله جل ذكره : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي)
تقدّست عن الأعلال فى أزلى ، وتنزهت (...) (١) والأشكال باستحقاقى لجلالى وجمالى.
ويقال (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) : الأغيار فى وجودى فقد ، والرسوم والأطلال عند ثبوت حقّى محو
قوله : (فَاعْبُدْنِي) : أي تذلّل لحكمى ، وأنفذ أمرى ، واخضع لجبروت سلطانى.
قوله جل ذكره : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)
إقامتها من غير ملاحظة مجريها ومنشيها يورث الإعجاب. وإذا أقام العبد صلاته على نعت. الشهود والتحقق بأن مجريها غيره (٢) كانت الصلاة بهذا فتحا لباب المواصلة ، والوقوف على محل النجوى ، والتحقق بخصائص القرب والزلفة.
قوله جل ذكره : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥))
الفائدة فى تعريف العباد بقرب الساعة أن يستفيقوا من غفلات التفرقة ، فإذا حضروا
__________________
(١) حدث هنا طمس أفقدنا بقية الجملة ، وربما كانت (عن الأمثال).
(٢) الضمير فى (غيره) يعود على العبد والمقصود أن يتحقق العبد بأن الرب هو الذي يجرى عليه تعبده.