ويقال إنهم شاهدوا ولم يشعروا أنه لم يحترق من أخذ الجمرة وهو صبي رضيع ، ثم احترق لسانه ، فعلم الكلّ أن هذا الأمر ليس بالقياس. فإنه سبحانه فعّال لما يريد.
قوله جل ذكره : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)
أي أحببتك. ويقال فى لفظ الناس : فلان ألقى محبته على فلان أي أحبّه. ويقال (أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) : أي طرحت فى قلوب الناس محبة لك ، فالحقّ إذا أحبّ عبدا فكلّ من شاهده أحبّه. ويقال لملاحة فى عينيه ؛ فكان لا يراه أحد إلا أحبّه.
ويقال (أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) : أي أثبتّ فى قلبك محبتى ؛ فإن محبه العبد لله لا تكون إلا بإثبات الحق ـ سبحانه ـ ذلك فى قلبه ، وفى معناه أنشدوا :
إنّ المحبة أمرها عجب |
|
تلقى عليك وما لها سبب |
قوله جل ذكره : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)
أي بمرأى منى ويقال لا أمكّن غيرى بأن يستبعدك عنى.
ويقال أحفظك من كل غير ، ومن كلّ حديث سوى حديثنا. ويقال ما وكلنا حفظك إلى أحد.
قوله جل ذكره : (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ..)
البلاء على حسب قوة صاحبه وضعفه ، فكلما كان المرء أقوى كان بلاؤه أوفى (١) ، وكلما كان أضعف كان بلاؤه أخف. وكانت أمّ موسى ضعيفة فردّ إليها ولدها بعد أيام ، وكان يعقوب أقوى فى حاله فلم يعد إليه يوسف إلا بعد سنين طويلة.
قوله جل ذكره : (وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ)
__________________
(١) قال صلىاللهعليهوسلم «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل» رواه الترمذي ، وابن ماجه والحاكم عن سعد بن أبى وقاص.