ولا يقدر ، ولا يحيا ولا يسمع ولا يبصر. ويمكنه أن يسحق هذا الجماد ويحرقه.
قوله جل ذكره : (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (٩٩))
نعرّفك أحوال الأولين والآخرين لئلا يلتبس عليك شىء من طرقهم ؛ فتتأدب بآدابهم وتجتمع فيك متفرّقات مناقبهم .. ولكن اعلم أنّا لم نبلغ أحدا مبلغك ، ولم يكن لأحد منّا مالك ؛ آتيناك من عندنا شرفا وفخرا لم يشركك فيهما أحد ، وذكّرناك ما سلف لك من العهد معنا ، وجدّدنا لك بينهم تخصيصنا إياك ، وكريم إقبالنا عليك.
قوله جل ذكره : (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (١٠٠))
المعرضون عنه شركا يحملون غدا وزرا وثقلا ، أولئك بعدوا عن محلّ الخصوصية ، ولم يكن لهم خطر فى التحقيق ؛ فعقوبتهم لا تزيد على آلام نفوسهم وإحراق أشباحهم ، وأمّا أهل الخصوصية فلو غفلوا عنه ساعة ، ونسوه لحظة لدار ـ فى الحال ـ على رؤوسهم البلا بحيث تتلاشى فى جهنّم عقوبة كلّ أحد (بالإضافة إلى هذه العقوبة) (١).
قوله جل ذكره : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (١٠٣) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريققة إن لبثتم إلا يوما)
قوم يوم القيامة لهم مؤجّل ، وهو بعد النفخ فى الصّور على ما ورد فى الكتاب وفى الخبر المأثور.
__________________
(١) ما بين القوسين أضفناه من عندنا ليتضح المعنى المطلوب حسبما نعرف من مذهب الصوفية أن عذاب الفراق أشد من عذاب الاحتراق.