عوراتهم ، والتنبيه على مواضع خطاياهم ، وأنّه إن وسوس الشيطان إلى أحد بشئ منه كان فى ذلك حجة للانفصال عنه.
قوله جل ذكره : (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧))
أخبر أن الملائكة معصومون عن مخالفة أمره ـ سبحانه ، وأنهم لا يقصّرون فى واجب عليهم.
قوله جل ذكره : (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨))
علمه القديم ـ سبحانه ـ لا يختصّ بمعلوم دون معلوم ، وإنما هو شامل لجميع المعلومات ، فلا يعزب عن علم الله معلوم.
قوله : (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) دلّ على أنهم يشفعون لقوم ، وأنّ الله يتقبل شفاعتهم (١).
قوله : (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) : ليس لهم ذنب ثم هم خائفون ؛ ففى الآية دليل على أنه سبحانه يعذبهم وأن ذلك جائز ، فإذا لم يجز أن يعذّب البريء لكانوا لا يخافونه لعلمهم أنهم لم يرتكبوا زلة (٢).
قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٢٩))
أخبر أنهم معرضون عن الزّلّة بكلّ وجه. ثم قال : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ)
__________________
(١) أي أن القشيري يؤمن بالشفاعة ـ على عكس بعض فرق المتكلمين الذين ينكرونها.
(٢) هذا رأى آخر له أهميته من الوجهة الكلامية ، حيث يرى المعتزلة ـ وقد سموا أنفسهم أهل العدل ـ أن الله لا يعذب البريء.