قوله جل ذكره : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)
الموت به آفة قوم ، وفيه راحة قوم ؛ لقوم انتهاء مدة الاشتياق ، ولآخرين افتتاح باب الفراق ، لقوم وقوع فتنتهم ولآخرين خلاص من محنتهم ، لقوم بلاء وقيامة ولآخرين شفاء وسلامة.
قوله جل ذكره : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ (٣٦))
لو شهدوا بما هو به من أوصاف التخصيص وما رقّاه إليه من المنزلة لظلوا له خاضعين ، ولكنهم حجبوا عن معانيه وسريرته ، وعاينوا منه جسمه وصورته.
قوله جلّ ذكره : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧))
العجلة مذمومة والمسارعة محمودة ؛ فالمسارعة البدار إلى الشيء فى أول وقته ، والعجلة استقباله قبل وقته ، والعجلة نتيجة وسوسة الشيطان ، والمسارعة قضية التوفيق.
قوله جل ذكره : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨))
اعتادوا تكذيب الأنبياء عليهمالسلام فيما وعدوهم ، فاستعجلوا حصول ما توعدوهم به. ولو علموا ما ينالهم لكان السكون منهم ، فالفزع يدلّ على استعجالهم.
قوله جل ذكره : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ...)
... لأمسكوا اليوم عن الانخراط فى عذاب (١) الظنون ، والاغترار بمواعيد الشيطان.
__________________
(١) ضبطناها (عذاب) بكسر العين لتكون جمع (عذب) فقد غرهم ما هيأت لهم الظنون فاستعذبوها.