قوله جل ذكره : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (٧١))
مضت سنّة الله فى أنبيائه ـ عليهمالسلام ـ أنه إذا نجّى منهم واحدا أشرك معه من كان مساهما له فى ضرّه ومقاساة مشقته.
قوله جل ذكره : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ (٧٢))
منّ عليه بأن أخرج من صلبه من كان عابدا لله ، ذاكرا له ، فإنّ مفاخر الأبناء مناقب للآباء ، كما أنّ مناقب الآباء شرف للأبناء.
قوله جل ذكره : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (٧٣))
الإمام مقدّم القوم ، واستحقاق رتبة الإمامة باستجماع الخصال المحمودة التي فى الأمة فيه ، فمن لم تتجمع فيه متفرّقات الخصال المحمودة لم يستحق منزلة الإمامة.
قوله جل ذكره (وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (٧٤))
أكمل له الأنعام بعصمته من مثل ما امتحن به قومه ، ثم بخلاصه منهم بإخراجه إيّاه من بينهم ، فميزه عنهم ظاهرا وباطنا.
قوله جل ذكره : (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥))
بيّن أنه أدخله فى رحمته ثم قال : (إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) ؛ فلا محالة من أدخله فى رحمته كان صالحا.