قوله جل ذكره : (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
أي ليكون عليهم أشدّ ، وليكون تخويفا لمتعاطى ذلك الفعل ، ثم من حقّ الذين يشهدون ذلك الموضع أن يتذكروا عظيم نعمة الله عليهم أنهم لم يفعلوا مثله ، وكيف عصمهم من ذلك. وإن جرى منهم شىء من ذلك يذكروا عظيم نعمة الله عليهم ؛ كيف ستر عليهم ولم يفضحهم ، ولم يقمهم فى الموضع الذي أقام فيه هذا المبتلى به. وسبيل من يشهد ذلك الموضع ألّا يعيّر صاحبه بذلك ، وألا ينسى حكم الله تعالى فى إقدامه على جرمه.
قوله جل ذكره : (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣))
الناس أشكال ؛ فكلّ نظير (١) مع شكله ، وكلّ يساكن شكله ، وأنشدوا :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه |
|
فكلّ قرين بالمقارن يقتدى |
فأهل الفساد الفساد يجمعهم ـ وإن تباعد مزارهم (وأهل السداد السداد يجمعهم ـ وإن تناءت ديارهم) (٢)
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٤))
لئلا يستبيحوا أعراض المسلمين ، ولئلا يهتكوا أستار الناس أمر بتأديبهم ، وإقامة الحدّ عليهم إذا لم يأتوا بالشهداء.
__________________
(١) هكذا فى ص وهى فى م (وكل طير ..) وربما كانت (وكلّ يطير) أو (فكل طير) ، والمثل يقول : (الطيور على أشكالها تقع).
(٢) ما بين القوسين موجود فى م وغير موجود فى س.