كثيرا ولا يسيرا ، ولا ينفعونهم ولا يسهّلون عليهم عسيرا ، ولا يملكون لأحد موتا (١) ولا نشورا.
قوله جل ذكره : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٦))
ظنّوه كما كانوا ، ولمّا كانوا بأمثالهم قد استعانوا فيما عجزوا عنه من أمورهم ، واستحدثوا لأمثالهم واستكانوا ـ فقد قالوا من غير حجّة وتقولوا ، ولم يكن لقولهم تحصيل ، ولأساطير الأولين ترّهاتهم (٢) التي لا يدرى هل كانت؟ وإن كانت فلا يعرف كيف كانت ومتى كانت؟
ثم قال : يا محمد ، إن هذا الكتاب ـ الذي أنزله الذي يعلم السّرّ فى السماوات والأرض ـ لا يقدر أحد على الإتيان بمثله ولو تشاغلوا (٣) من الوقت الذي أتى به أعداء الدين ، وهم على كثرتهم مجتهدون فى معارضته بما يوجب مساواته ؛ فادّعوا تكذيبه. وانقطعت الأعصار وانقضت الأعمار ، ولم يأت أحد بسورة مثله ، فانتفى الرّيب عن صدقه ، ووجب الإقرار بحقّه.
قوله جل ذكره : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ
__________________
(١) هكذا فى م وهى في ص (حياة ولا نشورا) والمعنى يتقبلهما أيضا.
(٢) هكذا فى م وهى في ص (برهانهم الذي ...) ولكننا آثرنا (ترهانهم) بدليل التأنيث فى (كانت) مكررا.
(٣) هكذا فى ص وهى فى س (ولو تساعدوا).