محمد بن إسماعيل ثنا علي بن عبد الله ثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم التيمي حدثني عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص : أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولوى ثوبه في عنقه ، فخنقه به خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ).
(يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ) ، غالبين في أرض مصر ، (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ) ، من يمنعنا من عذاب الله ، (إِنْ جاءَنا) ، والمعنى لكم الملك اليوم فلا تتعرضوا لعذاب الله بالتكذيب ، وقتل النبي فإنه لا مانع من عذاب الله إن حل بكم ، (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ) ، من الرأي والنصيحة ، (إِلَّا ما أَرى) ، لنفسي. وقال الضحاك : ما أعلمكم إلّا ما أعلم ، (وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) ، ما أدعوكم إلّا إلى طريق الهدى.
(وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (٣٠) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (٣١) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (٣٤) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥) وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (٣٧) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (٣٨) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (٤٠))
(وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (٣٠) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ، أي مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب حتى أتاهم العذاب ، (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) ، أي
__________________
ـ الأوزاعي هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٦٤٠ و «الأنوار» ٣٠ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٨١٥ عن علي بن عبد الله بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٦٧٨ و ٣٨٥٦ وأحمد ٢ / ٢٠٤ والبيهقي في «دلائل النبوة» ٢ / ٢٧٤ من طرق عن الوليد بن مسلم به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢١٨ وابن حبان ٦٥٦٧ والبيهقي ٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ من وجه آخر عن محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بنحوه مطوّلا.
ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٦ / ١٥ ـ ١٦ وقال : في الصحيح طرف منه ، رواه أحمد ، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع ، وبقية رجاله رجال الصحيح ا ه.