[١٨٤٨] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة».
ثم أخبر الله عن مستقرهم يوم القيامة فقال : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا) ، قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر : (السَّاعَةُ) ، (أَدْخِلُوا) ، بحذف الألف والوصل وبضمها في الابتداء وضم الخاء من الدخول ، أي يقال لهم ادخلوا يا (آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) ، وقرأ الآخرون : «أدخلوا» بقطع الألف وكسر الخاء من الإدخال ، أي يقال للملائكة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب. قال ابن عباس : يريد ألوان العذاب غير الذي كانوا يعذبون به منذ غرقوا (١).
(وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (٤٧) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (٤٨) وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩) قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٥٠) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (٥١) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢))
(وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ) ، أي اذكر يا محمد لقومك إذ يختصمون يعني أهل النار في النار ، (فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) ، في الدنيا ، (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ) ، والتبع يكون واحدا وجمعا في قول أهل البصرة ، واحده تابع ، وقال أهل الكوفة : هو جمع لا واحد له وجمعه اتباع.
(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (٤٨) وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ) ، حين اشتد عليهم العذاب ، (لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ).
__________________
[١٨٤٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر ، مالك هو ابن أنس ، نافع هو أبو عبد الله مولى ابن عمر.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٥١٨ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الموطأ» ١ / ٢٣٩ عن نافع به.
ـ وأخرجه البخاري ١٣٧٩ ومسلم ٢٨٦٦ ح ٦٥ والنسائي ٤ / ١٠٧ ـ ١٠٨ وأحمد ٢ / ١١٣ وابن حبان ٣١٣٠ والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» ٤٨ من طرق عن مالك به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٢٤٠ و ٦٥١٥ والترمذي ١٠٧٢ والنسائي ٤ / ١٠٧ وابن ماجه ٤٢٧٠ وأحمد ٢ / ١٦ و ٥١ و ١٢٣ والطيالسي ١٨٣٢ من طرق عن نافع به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٨٦٦ ح ٦٦ والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» ٤٩ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به.
(١) في المطبوع «أغرقوا» والمثبت عن المخطوط.