الخلق والجماعة أي خلقا كثيرا ، (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ). ما أتاكم من هلاك الأمم الخالية (١) بطاعة إبليس ، ويقال لهم لما دنوا من النار :
(هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٦٣) ، بها في الدنيا.
(اصْلَوْهَا) ، ادخلوها.
(الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٦٥) ، هذا حين ينكر الكفار كفرهم وتكذيبهم الرسل بقولهم : (ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [الأنعام : ٢٣] ، فيختم على أفواههم وتشهد عليهم جوارحهم.
[١٧٨٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أبو الحسين محمد بن عمرو بن حفصويه السرخسي سنة خمس وثمانين (٢) وثلاثمائة أنا أبو زيد حاتم بن محبوب أنا عبد الجبار [بن](٣) العلاء أنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : سأل الناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فقالوا (٤) : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال : «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب؟» قالوا : لا يا رسول الله. قال : «فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب؟» قالوا : لا يا رسول الله. قال : «والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم ، كما لا تضارّون في رؤيتهما» قال : فيلقى العبد قال فيقول : أي قل ألم أكرمك؟ ألم أسوّدك؟ ألم أزوّجك؟ ألم أسخّر لك الخيل والإبل وأتركك تترأس وتتربّع؟ قال بلى يا رب ، قال : فظننت أنك ملاقيّ؟ قال : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني قال : فيلقى الثاني ، فيقول : ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأتركك تترأس وتتربّع؟ قال : فيقول : بلى يا رب ، قال : فظننت أنك ملاقيّ؟ قال : لا يا رب لا ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ، قال : ثم يلقى الثالث ، فيقول : ما أنت؟ فيقول : أنا عبدك آمنت بك ، وبنبيّك وبكتابك ، وصمت وصلّيت وتصدّقت ، ويثني بخير ما استطاع ، فيقال له : أفلا نبعث عليك شاهدنا؟ قال : فيفكّر في نفسه من الذي تشهد عليه فيختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي ، قال : فتنطق فخذه ، ولحمه وعظامه بما كان يعمل ، قال : وذلك المنافق ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك الذي سخط الله عليه» (٥).
[١٧٨٧] أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن
__________________
[١٧٨٦] ـ إسناده على شرط مسلم.
ـ سفيان هو ابن عيينة ، سهيل هو ابن ذكوان.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٢٤ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن حبان ٤٦٤٢ من طريق عبد الجبار بن العلاء بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٩٦٨ وابن مندة في «الإيمان» ٨٠٩ وابن حبان ٧٤٤٥ وابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٥٤ من طريقين عن سفيان به مطوّلا.
ـ وله شاهد من حديث أنس أخرجه البخاري ٢٩٦٩ ، وأبو يعلى ٣٩٧٧ وابن حبان ٧٣٥٨.
[١٧٨٧] ـ إسناده حسن للاختلاف المعروف في بهز عن آبائه. ـ
(١) في المخطوط «السابقة» والمعنى واحد.
(٢) في المطبوع «ثلاثين».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) في المطبوع «قال» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».
(٥) سياق هذا الحديث في المطبوع فيه تقديم وتأخير ، واختلاف في بعض الجمل والمثبت عن «شرح السنة» والمخطوط.