قوله عزوجل : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ) ، وهو تبع الحميري ، واسمه أسعد أبو كرب ، قال قتادة : ذم الله قومه (١) ولم يذمه ، ذكرنا قصته في سورة الدخان. (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ) ، أي كل من هؤلاء المذكورين كذب الرسل ، (فَحَقَّ وَعِيدِ) ، وجب لهم عذابي ثم أنزل جوابا لقولهم ذلك رجع بعيد.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) ، يعني أعجزنا حين خلقناهم أولا فنعيا بالإعادة وهذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث ، ويقال لكل من عجز عن شيء عيي به. (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ) ، أي في شك ، (مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) ، وهو البعث.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) ، يحدث به قلبه فلا يخفى علينا سرائره وضمائره ، (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ) ، أعلم به ، (مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ، لأن أبعاضه وأجزاءه يحجب بعضها بعضا ، ولا يحجب علم الله شيء وحبل الوريد عرق العنق ، وهو عرق بين الحلقوم والعلباوين ، يتفرق في سائر البدن ، والحبل هو الوريد ، فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) ، إذا يتلقى ويأخذ الملكان الموكلان بالإنسان عمله ومنطقه يحفظانه ويكتبانه ، (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ) ، أي أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات. (قَعِيدٌ) ، أي قاعد ، ولم يقل قعيدان لأنه أراد عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ، فاكتفى بأحدهما عن الآخر ، هذا قول أهل البصرة ، وقال أهل الكوفة : أراد قعودا كالرسول يجعل للاثنين والجمع ، كما قال الله تعالى في الاثنين : (فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ١٦] ، قيل : أراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح ، لا القاعد الذي هو ضد القائم. قال مجاهد : القعيد الرصيد.
(ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) ، ما يتكلم من كلام فيلفظه أي يرميه من فيه ، (إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ) ، حافظ ، (عَتِيدٌ) ، حاضر أينما كان.
قال الحسن : إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين عند غائطه وعند جماعه. وقال مجاهد يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه. وقال عكرمة : لا يكتبان إلّا ما يؤجر عليه أو يؤزر فيه. وقال الضحاك : مجلسهما تحت الشعر على الحنك ، ومثله عن الحسن ، وكان الحسن يعجبه أن ينظف عنفقته.
[٢٠١٩] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري ثنا
__________________
[٢٠١٩] ـ ضعيف جدا بهذا اللفظ ، وورد مختصرا بسند ضعيف ، والمتن غريب.
ـ إسناده ضعيف جدا ، جعفر بن الزبير متروك متهم ، والقاسم وإن وثقه ابن معين والترمذي ، فقد ضعفه ابن حبان ، وقال أحمد : روى عنه علي بن يزيد أعاجيب ، ولا أراها إلا من قبل القاسم ، وقال ابن معين بعد أن وثقه : والثقات يروون عنه هذه الأحاديث ـ أي الواهية ـ ولا يرفعونها ، ثم قال : يجيء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفه.
ـ وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٧٩٧١ من طريق عبد القاهر بن شعيب والبيهقي في «الشعب» ٧٠٤٩ من طريق مروان ابن معاوية كلاهما عن جعفر بن الزبير بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» ٧٠٥٠ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ١٦٥ ـ ١٦٦ من طريقين عن إسماعيل بن عيسى ـ
(١) في المخطوط «قوم تبّع».