حتى ختمها ، ثم قال : «ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلّا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد».
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) (١٤).
(وَخَلَقَ الْجَانَ) ، وهو أبو الجن وقال الضحاك : هو إبليس ، (مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) ، وهو الصافي من لهب النار الذي لا دخان فيه. قال مجاهد : وهو ما اختلط بعضه ببعض من اللهب الأحمر والأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت ، من قولهم : مرج أمر القوم إذا اختلط (١).
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٨) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥))
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ) ، مشرق الصيف ومشرق الشتاء ، (وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ، مغرب الصيف ومغرب الشتاء.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (١٣).
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) ، العذب والمالح أرسلهما وخلاهما (يَلْتَقِيانِ).
(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) ، حاجز من قدرة الله تعالى ، (لا يَبْغِيانِ) ، لا يختلطان (٢) ولا يتغيران ولا يبغي
__________________
ـ أخرجه البزار ٢٢٦٩ من طريق عمرو بن مالك البصري عن يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.
ـ وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٤ / ٣٠١ من طريق محمد بن عباد بن موسى عن يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.
ـ وأخرجه الطبري ٣٢٩٢٨ من طريق محمد بن عباد وعمرو بن مالك عن الطائفي به.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١١٨ : رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الراسبي ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ـ قلت : جزم الحافظ في «التقريب» بضعفه ، وقال الذهبي في «الميزان» ٣ / ٢٨٥ : ضعفه أبو يعلى ، وقال ابن عدي : يسرق الحديث ، وتركه أبو زرعة ، وذكره ابن حبان في الثقات ا ه. والظاهر أن ابن حبان ما عرفه.
ـ وتابعه محمد بن عباد بن موسى عند الطبري والخطيب كما تقدم ، ومحمد هذا ضعيف ، والظاهر أنه سرقه من عمرو بن مالك.
ـ قال ابن عدي ٣ / ٢١٩ : هذا حديث لا يعرف إلّا بهشام بن عمار ، وقد سرقه جماعة من الضعفاء ذكرتهم في كتابي هذا ـ فحدثوا به عن الوليد منهم : سليمان بن أحمد الواسطي وعلي بن جميل الرّقي وعمرو بن مالك البصري وبركة بن محمد الحلبي ، والحديث لهشام. أي عن الوليد بن زهير بن محمد ، وبه يعرف.
ـ تنبيه : ولم ينتبه الألباني إلى هذا الوارد عن ابن عدي ، فجعل حديث ابن عمر شاهدا لحديث جابر ، فحكم بحسنه في «الصحيحة» ٢١٥٠.
ـ والصواب أنه غير شاهد ، وإنما سرقه عمر بن مالك وغيره ، وركبوا له هذا الإسناد عن ابن عمر ويدل على ذلك ، هو أن حديث ابن عمر رجاله رجال البخاري ومسلم سوى عمرو وابن عباد ، ولو كان كذلك لرواه الأئمة الثقات ، ولكن كل ذلك لم يكن ، والمتن منكر ، فمتى كان الجن أحسن فهما من الصحابة؟!! كما هو مدلول هذا الخبر.
(١) في المخطوط «اختلطوا».
(٢) في المطبوع «يختطفان» والمثبت عن المخطوط.