وقرأ الآخرون بضمها ، (فَأَغْشَيْناهُمْ) ، فأعميناهم من التغشية وهي التغطية ، (فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) ، سبيل الهدى.
(وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠).
(إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) ، يعني إنما ينفع إنذارك من اتبع الذكر يعني القرآن فعمل بما فيه ، (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) ، حسن وهو الجنة.
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣))
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) ، عند البعث ، (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) ، من الأعمال من خير وشر ، (وَآثارَهُمْ) ، أي ما سنوا من سنة حسنة أو سيئة.
[١٧٧٨] قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من سنّ في الإسلام سنّة حسنة [يعمل بها من بعده](١) كان (٢) له أجرها و [مثل](٣) أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة [يعمل بها من بعده](٤) كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
وقال قوم : قوله : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) أي : خطاهم إلى المساجد.
[١٧٧٩] روي عن أبي سعيد الخدري قال : شكت بنو سلمة بعد منازلهم من المسجد فأنزل الله تعالى :
__________________
[١٧٧٨] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٠١٧ والترمذي ٢٦٧٥ وابن ماجه ٢٠٣ والطحاوي في «المشكل» ٢٤٥ والطبراني ٢٣٧٥ والبيهقي ٤ ، ١٧٦ من طريق عبد الملك بن عمير عن المنذر بن جرير عن أبيه مرفوعا.
ـ وأخرجه مسلم ١٠١٧ والنسائي ٥ / ٧٥ ـ ٧٧ وأحمد ٤ / ٣٥٧ و ٣٥٨ و ٣٥٩ والطيالسي ٦٧٠ وابن حبان ٣٣٠٨ والطحاوي ٢٤٣ والطبراني ٢٣٧٢ والبيهقي ٤ / ١٧٥ ـ ١٧٦ والبغوي في «شرح السنة» ١٦٥٥.
من طريق شعبة عن عون بن أبي جحيفة قال : سمعت المنذر بن جرير عن أبيه مرفوعا ، وله قصة.
[١٧٧٩] ـ ذكر نزول الآية ضعيف.
ـ أخرجه الترمذي ٣٢٢٦ من طريق سفيان الثوري عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري ، ومداره على طريف بن شهاب ، وهو ضعيف.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري ، وأبو سفيان هو طريف السعدي.
ـ وأخرجه الطبري ٢٩٠٧٣ وعبد الرزاق في «المصنف» ١٩٨٢ من طريق سفيان الثوري عن طريف عن أبي نضرة به.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٢٨ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٢٠ وفي «الوسيط» ٣ / ٥١٠ ـ ٥١١ من طريق الثوري عن سعد بن طريف عن أبي نضرة به ، وفي الإسناد قلب والصواب طريف بن شهاب كما تقدم.
ـ وقال ابن كثير في «التفسير» عند هذه الآية : فيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية ، والسورة بكمالها مكية ، فالله أعلم.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة عن المخطوط و «ط» و «شرح السنة».
(٢) في المطبوع «فله» والمثبت عن المخطوط ، و «ط» و «شرح السنة».
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة عن المخطوط و «ط» و «شرح السنة».
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة عن المخطوط و «شرح السنة» و «ط».