قال علي رضي الله عنه : كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنا إلّا الصابرين ، فإنه يحثى لهم حثيا.
[١٨١٥] ويروى : «يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ، ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب قال الله تعالى (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) ، حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل».
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٢١))
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (١١) ، مخلصا له التوحيد لا أشرك به شيئا.
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (١٢) ، من هذه الأمة.
(قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) ، وعبدت غيره ، (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ، وهذا حين دعي إلى دين آبائه.
(قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١٥) ، أمر توبيخ وتهديد ، كقوله (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] ، (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ) ، أزواجهم وخدمهم ، (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) ، قال ابن عباس :
__________________
[١٨١٥] ـ ضعيف. أخرجه الثعلبي وابن مردويه كما في تخريج «الكشاف» ٤ / ١١٨ من حديث أنس ، وقال الحافظ : وإسناده ضعيف جدا.
وأورده أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة جابر بن يزيد عن الطبراني ، وهو في «معجمه» بإسناده إلى جابر بن زيد عن ابن عباس مختصرا ا ه.
وحديث ابن عباس الذي أشار إليه الحافظ ، وأخرجه الطبراني ١٢٨٢٩ ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٩١ عن السري بن سهل قال : ثنا عبد الله بن رشيد قال : ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب ، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم الميزان ، ولا ينشر لهم ديوان فيصب الأجر صبا ، حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله عزوجل لهم».
قال أبو نعيم عقبه : هذا حديث غريب من حديث جابر بن زيد وقتادة تفرد به مجاعة ا ه.
وسكت عليه الحافظ في «تخريج الكشاف» ٤ / ١١٨ مع أن فيه مجاعة بن الزبير ، وهو ضعيف الحديث ، والمتن غريب.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ٢ / ٣٠٥ : وفيه مجّاعة ، وثقه أحمد ، وضعفه الدار قطني.
ـ وله شاهد ساقط ، أخرجه الطبراني ٢٧٦٠ من حديث علي وفيه أصبغ بن نباتة ، وهو متروك ، فلا يصلح شاهدا.
الخلاصة : هو حديث ضعيف ، لا يتقوى بشواهده بسبب شدة وهن حديث أنس وحديث علي.