ابن فنجويه ثنا عبد الله بن محمد بن شيبة ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد أنا أبو فروة واسمه يزيد بن محمد حدثني أبي عن أبيه ثنا زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال : تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) قلنا : يا رسول الله كيف انشراح صدره؟ قال : «إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح» ، قلنا : يا رسول الله فما علامة ذلك؟ قال : «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزول الموت».
قوله عزوجل : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، قال مالك بن دينار : ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب ، وما غضب الله عزوجل على قومه إلّا نزع منهم الرحمة.
قوله عزوجل : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً) ، يشبه بعضه بعضا في الحسن ، ويصدق بعضه بعضا ليس فيه تناقض ولا اختلاف. (مَثانِيَ) ، يثنّى فيه ذكر الوعد والوعيد والأمر والنهي والأخبار والأحكام ، (تَقْشَعِرُّ) ، تضطرب وتشمئز ، (مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) ، والاقشعرار تغير في جلد الإنسان عند الوجل والخوف ، وقيل : المراد من الجلود القلوب أي قلوب الذين يخشون ربهم ، (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ) ، أي لذكر الله ، أي إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين لله ، وإذا ذكرت آيات الرحمة لانت وسكنت قلوبهم ، كما قال الله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد : ٢٨] ، وحقيقة المعنى أن قلوبهم تقشعر من الخوف وتلين عند الرجاء.
[١٨١٨] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد ثنا محمد بن موسى بن محمد بن علي ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهادي عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أم كلثوم بنت العباس عن العباس بن عبد المطلب قال :
__________________
ـ أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» ٨٥٢ ومن طريقه الطبري ١٣٨٥٦ و ١٣٥٧ و ١٣٨٥٨.
ـ وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» ٣١٥ من وجه آخر عن أبي جعفر به.
ـ وهذا مرسل ، ومع إرساله ، أبو جعفر هذا متهم بالوضع.
قال أحمد : أحاديثه موضوعة. راجع «الميزان» ٤٦٠٨.
وأخرجه الطبري ١٣٨٦٠ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٣٢٦ من وجه آخر عن عبد الله بن المسور.
ـ وعبد الله هذا هو أبو جعفر المدائني المتقدم ذكره ، وهو متروك متهم ، فالحديث ضعيف ، ولا يصح عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وحسبه أن يكون من كلام ابن مسعود والله أعلم.
ـ وأخرجه البيهقي ٣٢٥ من وجه آخر عن أبي جعفر فجعله من قوله ، ولم يرفعه وقال : وقد روي في هذا خبر مرفوع.
ـ وانظر الحديث المتقدم في سورة الأنعام عند آية : ١٢٥.
ـ الخلاصة : المتن منكر كونه مرفوعا ، وحسبه أن يكون موقوفا ، أو من كلام أبي جعفر المدني ، فإنه لا يشبه كلام النبوة بل الأشبه أنه من كلام الصوفية والوعاظ ، والله أعلم.
[١٨١٨] ـ ضعيف. إسناده ضعيف جدا ، يحيى الحماني متروك ، متهم بسرقة الحديث ، وعبد العزيز هو الدراوردي روى مناكير ، وأم كلثوم مجهولة لا تعرف ، وقد توبع الحماني ، وعلة الحديث جهالة أم كلثوم.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٥٧٨ والبيهقي في «الشعب» ٨٠٣ عن طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البزار ٤ / ٧٤ «كشف» والبيهقي ٨٠٣ من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي بهذا الإسناد.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٣١٠ : وفيه أم كلثوم بنت العباس ، ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات.
قلت : الدراوردي ، وإن وثقه غير واحد ، فقد روى مناكير ، راجع «الميزان».
ـ وأخرجه أبو يعلى ٦٧٠٣ ومن طريقه البيهقي في «الشعب» ٨٠٤ عن موسى بن محمد عن محمد بن عمر بن عبد الله ـ