الذي لا يعبد إلّا الله الواحد ، وهذا استفهام إنكار لا يستويان ، ثم قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أي لله الحمد كله دون غيره (١) من المعبودين. (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ، ما يصيرون إليه والمراد بالأكثر الكل.
(إِنَّكَ مَيِّتٌ) ، أي ستموت ، (وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ). أي سيموتون (٢) ، قال الفراء والكسائي : الميت بالتشديد من لم يمت وسيموت ، والميت بالتخفيف من فارقه الروح ، ولذلك لم يخفف هاهنا.
(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) ، قال ابن عباس : يعني المحق والمبطل والظالم والمظلوم.
[١٨٢٢] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا ابن فنجويه ثنا ابن مالك ثنا ابن حنبل حدثنا أبي ثنا ابن نمير ثنا محمد يعني ابن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام قال : لما نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) قال الزبير : يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال : «نعم ليكررن عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه» قال الزبير : والله إن الأمر لشديد.
وقال ابن عمر : عشنا برهة من الدهر وكنا نرى أن هذه الآية أنزلت فينا وفي أهل الكتابين (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) ، قلنا : كيف نختصم وديننا وكتابنا واحد؟ حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف ، فعرفت أنها نزلت فينا.
وعن أبي سعيد الخدري في هذه الآية قال : كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد فما هذه الخصومة؟ فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا : نعم هو هذا.
وعن إبراهيم قال : لما نزلت : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) قالوا : كيف نختصم ونحن إخوان؟ فلما قتل عثمان قالوا (٣) هذه (٤) خصومتنا؟
[١٨٢٣] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم عبد
__________________
[١٨٢٢] ـ حسن. إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو ، وباقي الإسناد ثقات.
ـ وهو في «مسند الإمام أحمد» ١ / ١٦٧ عن ابن نمير بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٢٣٢ والحميدي ٦٠ و ٦٢ وأبو يعلى ٦٦٨ و ٦٨٧ والطبري وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ٩١ ـ ٩٢ والحاكم ٢ / ٤٣٥ من طرق عن محمد بن عمرو به. وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وهو حديث حسن.
ـ وأخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٢٦٣١ بدون ذكر ابن الزبير ، فهو منقطع ، لكن رواه غير واحد موصولا كما تقدم.
[١٨٢٣] ـ إسناده صحيح ، أبو القاسم ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم خلا علي بن الجعد فقد تفرد عنه البخاري.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٠٥٨ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الجعديات» ٢٩٤٣ عن علي بن الجعد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٢٤٤٩ والطيالسي ٢٣١٨ وأحمد ٢ / ٤٣٥ و ٥٠٦ وابن حبان ٧٣٦١ والبيهقي ٣ / ٣٦٩ و ٦ / ٨٣ من طرق عن ابن أبي ذئب به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٥٣٤ والترمذي ٢٤١٦ والطيالسي ٢٣٢٧ وابن حبان ٧٣٦٢ والبيهقي ٦ / ٥٦ من طرق عن ـ
(١) في المطبوع «غيري» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «سيموتون».
(٣) في المطبوع «قال» والمثبت عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «أهذه» والمثبت عن المخطوط.