(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ* مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) ، أي ينزل عليه عذاب دائم.
(إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) ، [أي](١) وبال ضلالته عليه ، (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) ، بحفيظ ورقيب [أي] لم نوكلك (٢) بهم ولا تؤخذ بهم.
قوله عزوجل : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) ، أي الأرواح ، (حِينَ مَوْتِها) ، فيقبضها عند فناء أكلها وانقضاء آجالها ، وقوله : (حِينَ مَوْتِها) يريد موت أجسادها. (وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ) ، يريد يتوفى الأنفس التي لم تمت ، (فِي مَنامِها) ، والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي يكون بها العقل والتمييز ، ولكل انسان نفسان وهي التي تفارقه إذا نام ، وهو بعد النوم يتنفس. (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) ، فلا يردها التمييز وهي التي تفارقه إذا نام ، وهو بعد النوم يتنفس. (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) ، فلا يردها إلى الجسد ، قرأ حمزة والكسائي قضي بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء ، (الْمَوْتَ) رفع على ما لم يسم فاعله ، وقرأ الآخرون بفتح القاف والضاد ، (الْمَوْتَ) نصب لقوله عزوجل : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ). (وَيُرْسِلُ الْأُخْرى) ، ويرد الأخرى وهي التي لم يقض عليها الموت إلى الجسد ، (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ، إلى أن (٣) يأتي وقت موته ، ويقال للإنسان نفس وروح ، فعند النوم يخرج النفس ويبقي الروح. وعن علي قال : تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعه في الجسد ، فبذلك يرى الرؤيا فإذا انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة. ويقال : إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى انقضاء مدة حياتها.
[١٨٢٥] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن
__________________
[١٨٢٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أحمد هو ابن عبد الله بن يونس ، نسب لجده ، زهير هو ابن معاوية.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٣٠٧ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٦٣٢٠ عن أحمد بن يونس بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ١٢١٧ و ١٢١٠ ومسلم ٢٧١٤ وأبو داود ٥٠٥٠ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧٩١ وابن حبان ٥٥٣٤ من طرق عن عبيد الله بن عمر به.
ـ وأخرجه النسائي في «اليوم والليلة» ٧٩٢ وأحمد ٢ / ٤٢٢ وابن حبان ٥٥٣٥ من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر قال : حدثنا المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
ـ وأخرجه عبد الرزاق ١٩٨٣٠ وابن أبي شيبة ٩ / ٧٣ و ١٠ / ٢٤٨ والدارمي ٢ / ٢٨٨ والنسائي ٧٩٣ وأحمد ٢ / ٢٨٣ و ٢٩٥ و ٤٣٢ من طرق عن عبيد بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة.
ـ وأخرجه البخاري ٧٣٩٣ من طريق مالك والترمذي ٣٤٠١ من طريق ابن عجلان كلاهما عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به.
ـ وأخرجه النسائي ٧٩٤ من طريق ابن المبارك عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة موقوفا.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «توكل» والمثبت عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «أين» والمثبت عن المخطوط.