والشحوم ، وكذلك المد والجزر في سوائل البدن ، وأصبغة الجسم كل ذلك ، بما يوافق الحرارة المحيطة بالبدن وحسب المناطق الموجودة فيه ، ان كل ما مر يتعلق بهذه المنطقة الحيوية الحساسة لتنظيم الجسم وجعله في حالة متوازنة على أحسن وجه ، ولقد وجد مؤخراً أن العواطف تتعلق أيضاً بهذه المنطقة وعند إجراء بعض العمليات الجراحية على بعض المناطق تحسنت بعض الأعراض المرضية ...
الافراز الغدي :
إن تنظيم الإفرازات الغدية في الجسم يمثل إحدى عجائب التكوين الجسمي ، حيث إن إحدى هذه المراكز ، وهي الغدة النخامية التي تناولناها بالذكر سابقاً والتي لا تتجاوز في وزنها نصف الغرام تفرز تسعة هورمونات أو عشرة وبواسطة هذه الهورمونات التسعة يمكن السيطرة على العملية التناسلية عند الإنسان ، وكذا مفرزات الغدة الدرقية ومفرزات قشر غدة الكظر (١) ، وإفراز لبن الثدي عند المرأة ، والعظام والمفاصل والعضلات في حالة النمو ، وتسمى هذه الهورمونات باللغة الأجنبية كما يلي : T.S.H ـ ACTH ـ I.C.S.H ـ F.S.H ـ L.T.H ـ GH ـ M.S.H. A.D.H. ، والاكسيتوسين ، وسنبحث موضوع الغدد الصم في بحث مستقل بذاته ، ولكن الشيء الذي نشير إليه الآن هو أن تنظيم هذه الإفرازات الداخلية بهذه الدقة والتي تؤثر بترقيق يبلغ الواحد من المليون يدعو إلى الدهشة والاستغراب فعلاً ،
__________________
(١) غدة الكظر تشبه القبعة ذات الثلاث أطراف وهي ترقد فوق الكلية في كل جانب وتتألف من قشر ولب ، والقشر بدوره مقسوم إلى ثلاث مناطق ومن هذه المناطق يفرز ما يزيد على الثلاثين هورموناً ولها عشرات التأثيرات ، وأما اللب فيفرز مادة الادرنالين التي تقبض الأوعية وترفع التوتر الدموي.