الجنسية ، وهي تماثل في الحشرات العيون والنوافذ إذ تتلقى الاشعاعات الاثيرية التي يستعصي إدراكها على الحواس المعروفة فتنقلها إلى أجزاء المخ ، وهذه تجعلها جلية واضحة وتحولها إلى لون من الوان الوعي. وهي بذلك تعتبر مقر الحاسة السادسة ، وتكوّن في الحيوانات حاسة الاتجاه وغريزة التأويب فالنحلة تجمع الرحيق ثم تندفع نحو قفيرها في اتجاه مستقيم قاطعة طريقاً قد يبلغ طولها الميلين أو أكثر مهتدية بهدي هذه الحاصة ، ولذلك فهي عضو حسي يتلقى الذبذبات من الخارج ووظيفتها في الانسان حسب رأي ( سينل ) الاستجابة إلى الذبذبات التي تنبعث من الأشياء ولا تستطيع الحواس الخمس المعروفة أن تدركها إما لبعدها أو لتدخل ما نسميه المواد المعتمة ، وهي إذن مقر المواهب الخفية التي تسمى عند الانسان بالاستشفاف وكذلك التخاطر ( التلباثي ) أي انتقال الأفكار في ذهن شخص لآخر ) اهـ. والفقرة الأخيرة تذكرنا بحادثة عمر ضي الله عنه عندما كان واقفاً على المنر يخطب وفجأة توقف عن الكلام ثم قال يا سارية الجبل الجبل!! أي الزم الجبل ، وسارية هذا أحد القواد الذين يقاتلون في جبهة تبعد مئات الكيلومترات عن المدينة المنورة مركز القيادة العام حيث كان يخطب أمير المؤمنين : ويسمع القائد في نفس اللحظة هذا الكلام ويلتجىء إلى الجبل الذي كان يمر بجانبه وينجو من كمين كان قد نصبه العدو ...
الذي يستوقفنا في هذا البحث رؤية عمر رضياللهعنه هذا الشيء من مكان سحيق ، وسماع سارية لكلام عمر من بعد سحيق ، إنها ظاهرة تستلفت النظر حقاً ولنستمع إلى الدكتور الكسيس كاريل صاحب كتاب « الانسان ذلك المجهول » وهو يحدثنا عن هذه النقطة بالذات : ( إن البصر المغناطيسي وتراسل الافكار : معلومات أولية للملاحظة العلمية ، وفي استطاعة من وهبوا هذه القوة آن يستشفوا أفكار الأشخاص الآخرين