والآن إلى أين ستصل الألياف العصبة البصرية؟ إنها تندفع إلى السرير البصري ومنه بشكل أشعة إلى مركز الرؤية العام حيث تنطبع الصورة ، ثم تفهم ، ثم ترسل إلى مستودعات الذاكرة!!
إن الكيفية التي أوردناها ـ بشكل مختصر جداً ـ هي عن اختزان صورة واحدة في مستودعات الذاكرة ، إن الإنسان العادي يختزن كل يوم من الصور المرئية فقط نصف مليون صورة في مستودعات الذاكراة العظيمة ، أي أن ما يقرب من عشرة مليارات صورة تختزن في مستودعات الذاكرة في متوسط حياة الإنسان العادي ، هذا فقط من ناحية اختزان المرئيات ، أضف إلى ذلك المسموعات ، والأشياء التي تشم ، وتذاق ، ولمس وتحس ، خاصة وأن الحواس ليست خامة فقط كما يتصور عامة الناس ، بل قد تصل إلى [٢٠] عشرين حاسة على ما قرره صاحب كتاب العقل البشري جون فايفر ...
إن كمية المعلومات التي تختزن في الذاكرة شيء لا يكاد يصدق ، ولو أردت أن تسجل ذكرياتك فإن حياتك كلها لا تكفي ، بل لو اشتغل أبناؤك وأحفادك في هذا لما استطاعوا اليه سبيلاً ولاحتاجوا إلى الوقت ، والجهد ، والمال لشراء الأوراق ، حتى لقد قدر بعضهم أن مخزون الذاكرة يتسع إلى [٩٠] مليون مجلد مليء بالمعلومات!!
ـ ٢ ـ
إن الذاكرة معقدة بأنواعها ، ولا نتصور أنها فقط تلك الأشياء التي نقرؤها أو نسمعها ثم نسجلها في قائمة الذكريات ، إن أبسط أنواع الذاكرة تلك التي تحدث معنا بشكل عادي ثم نتذكرها فيما بعد ..
أولاً : الذكريات منها ما هو اختصاصي بالمرئيات فيتذكر الانسان