الصور ، ومنها المسموعات فيتذكر ما سمع ، وقد يكون خليطاً من اثنين أو أكثر. وهكذا تختلف نسبة الخلط في الذكريات. ثم إن نفس الذكريات قد تكون من النوع الخاطف فقد تكون راكباً سيارة وهي تمشي بسرعة ، فيقع نظرك بسرعة كبيرة على منظر تهشم سيارة ، أو على شاب منالهايبيز ، أو على اعلان لجريدة مثل ( فضيحة البرانس المفتوحة في بيرون!! ) ، إن هذه اللقطة السريعة تنطبق فوراً في الذاكرة وتضاف إلى الأكداس الهائلة ، ويمكن استرجاعها فيما بعد ، وان رقم الـ [١٠] مليارات الذي ذكرناه فيما سبق هو في صدد هذا النوع من الذاكرة. وهناك الذاكرة التي تتعلق باتقان الأعمال والمهارة فيها ، مثل المشي ، وركوب الدراجة ، والركض ، وقيادة الموتور ، أو السيارة ، أو تقليب صفحات كتاب ، أو الكتابة ، أو الطعام ، أو الشرب ، وحتى الأعمال الغريزية المختلفة ، فالدماغ يقوم أولاً بفهمها وتعلمها ثم إرسال الأوامر إلى العضلات المناسبة لتقوم بها ، وعندما يزداد التمرين والاتقان ، ترسل نسخة من هذه الذكريات إلى النويات القاعدية في الدماغ حتى يسيرهذا الأمر بشكل آلي ، فلو ركز السباح نظره على الأفعال التي يقوم بها فقد يغرق ، ولو ركز الانسان انتباهه على كيفية البلع لأصيب ( بالشردقة ) ولو ركز انتباهه على الكلام أثناء الخطبة أو النقاش لتلعثم وهكذا ، وأما ذكريات الطفولة أو الاحداث قريبة الاجل فالانسان العادي ينسى ما فعل منذ ساعات قليلة ولكن الذاكرة الجبارة في الطفولة تطبع حتى أبسط الحوادث العادية ويتذكرها الانسان فيما بعد بشكل واضح يدعو إلى الدهشة والاستغراب.
ـ ٣ ـ
إن القضية التي تحير أكثر من غيرها هي : ما هي الاماكن التي تختزن كل هذه الذكريات وأين تقع؟ لو تصورنا ان اختزان كل جزىء