وتسييرها الفني الآن لمما تفخر به البشرية لأن التنظيم والادارة واستعمال الادمغة الالكترونية شيء عجيب لمن يطلع عليه ويدرس كيف تسير الأمور فلقد أعلنت احدى الشركات الأمريكية انها ستزل الى السوق عقلاً الكترونياً يتسع الى ألف مليار من المعلومات وهي تساوي في عالم الإحصاء واحداً من ألف من جميع المعلومات المتاحة للجنس البشري والموجودة في مكتبات العالم كلها حيث تصل الى مليون مليار من المعلومات ، ويجري حديثاً الآن تصميم جهاز بامكانه ان يكلم مائتين وخمسين من السائلين في وقت واحد ، ويقال انه في أمريكا فقط سيكون لديها في عام ١٩٨٠ ثمانون ألف عقل الكتروني ...
ولكن مع هذا فهناك أزمة تأخذ بالخناق وتلح وتضغط على العقل البشري المتزن الهادئ وعلى كل من يدرس الأوضاع وينظر بعين المتأمل الى واقع الحياة البشرية .. هذه الأزمة هي أزمة الضمير والوجدان البشري الذي لم يذق طعم الراحة والسعادة رغم كل هذه التيسيرات المادية الهائلة. انه مريض يعاني من مرض عضال قد استعصى حله ، وكل ما نرى في واقع الحياة البشرية انما هو من نتائج هذه الأزمة .. وانك لتسمع صيحات الخطر والانذار من العقلاء في الأرض جميعاً من الشرق والغرب على حد سواء وأبرزها صيحة الدكتور ألكسيس كاريل الفرنسي الذي قضى عمره في دراسة الطب في كتابه ( الانسان ذلك المجهول ) ودعا فيها الى تغيير الحضارة التي نعيشها وإبراز فكرة أخرى للتقدم البشري ...
ان منشأ هذه الأزمة هو أن كل ما درس عن الانسان ناقص مشوّه ، كلّ الدراسات على الاطلاق ، وخاصة في علم النفس الذي اعتبر عاماً