خاضعاً للدراسة فقد كان العلماء يتعثرون جداً فيه كما تضاربت نظرياتهم وآراؤهم. والسبب في ذلك هو ان عالم النفس ليس كعالم المادة ، فدراسة المادة بلغت حداً هائلاً من التقدم ولكن علم النفس يقف كالقزم المشوه الصغير أمام دراسات عالم المادة ، ولكن المهم هو ان علم النفس قرر وبدأت دراسته ومع الزمن شيئاً فشيئاً تصحو البشرية الى فهم الانسان أكثر فأكثر ولكن التقدم بطيء واعطاء القواعد الأساسية والمفاهيم الراسخة أصعب ..
هذه الأزمة هي أزمة الشرود عن الله ، هي المعرفة الناقصة المشوهة المبتورة التي ليس لها علاقة بالذي صمم هذا الوجود وفطره ، والذي أحسن كل شيء خلقه ، ان الانسان الذي يدرس في الوقت الحاضر الدراسات المختلفة ومنها الدراسة الطبية العجيبة الواسعة يجد ان هذه الدراسة مجزأة فهي مجموعة مفرقة من المعلومات ، واكداس من ملاحظات ضخمة لا يجمعها شيء ولا يلم شتاتها خيط؟! .. كما ان هذه الدراسة ـ يشعر الانسان بعد أن ينتهي منها ـ انها ما دلته بشكل مباشر على القصد والتصميم في خلق الانسان العجيب ..
وكان لهذا الضرب من التفكير والدراسة النتائج السيئة في العقل والقلب وقد أعطت نتائج معاكسة للشيء الذي يجب أن يصل اليه الدارس ، لذا كان هذا الكتاب الذي يقوم بهذه المحاولة المتواضعة لاعادة انشاء الصلة الطبيعية بين هذه الدراسة وبين ما تدل عليه وتقود اليه ..
أولاً : أهملت الدراسة النفسية في الطب ، فكل الأمراض سببها حمات راشحة وجرائيم وطفيليات ولكل مرض أعراضه ، وعندما وضعت