الاسباب النفسية في الامراض ـ وقد حرث هذا مؤخراً حيث حشدت الاسباب النفسية من جملة الأمراض ـ وضعت بشكل مبهم غير محدد أو واضح ، بخلاف عرض المرض حينما يكون سببه جرثومياً أو فطرياً أو طفيلياً ، وهذا خلل بشع في الدراسة مع اعتراف المؤلفين في كتاباتهم ان الأسباب النفسية الروحية تلعب دوراً هاماً في كل حادث من أحداث البدن ، هذا الخلل البشع مضاعف الجانبين ، فهناك اهمال من جهة كما ان الدراسات غير متوفرة والمعالم مجهولة في مثل هذه الأبحاث من جهة أخرى ، ولكن الشيء الذي نقرره هنا في هذه البحث انما هو : ان الدراسة الطبية أهملت الدراسة النفسية الروحية ، فالدراسة المادية واسعة جداً وكل فرع له كتابه بل كتبه التي لا تنتهي ، أما الدراسة النفسية فكتاب واحد صغير أو ملخصات بسيطة يقدم فيها الطالب امتحانه ...
وهكذا يخرج الذي يدرس هذه المادة وهو متضخم في جانب وضامر بشدة في جانب آخر ، مع ان الدراسة النفسية الروحية يجب أن تعطى من الأهمية ما للجانب الآخر ، ولعل المستقبل يضطر الباحثين الى الدخول في هذا الباب ولو لم يريدوا ، ذلك لأن الكثير من أسباب الامراض ومعالجاتها مدخلها نفسي بحت ..
وثانياً : ان تركيب الانسان بجوانبه المتعددة التشريحية والفيزيولوجية (١) والنسيجية كلها تجعل المتأمل ـ حتى بشلك بسيط ـ يخشع ويأخذه
__________________
(١) الفيزيولوجيا هو علم الغريزة عند الانسان او علم دراسة وظائف الاعضاء.