العجب ـ كل العجب ـ لهذا التركيب الفذ الفريد. هذا في الجوانب المادية عند الإنسان فقط فما بالك في الجانب غير المنظور!. ولكن الدراسات والابحاث في هذا المجال كأنها تتعمد اغفال محصلة هذه الابحاث وتجعله يخرج بنتيجة سلبية عما رأى وعاين ، ومع هذا فان الفلتات تبدو هنا وهناك وهي تقر وتعترف ولو رغماً عنها بعظمة الإحكام والبناء وروعة التناسق والعمل ... فالذي يعلم أن هناك ثلاثة عشر ألف مليون خلية عصبية أي ١٣ مليار خلية عصبية ـ والخلية بحد ذاتها بناء محير مدهش كما سيأتي معنا بشيء من التفصيل ـ تعمل بشكل دقيق محكم متناسق متعاون لتأدية الأغراض الحيوية والفكرية. والإنسان يدهش للرقم أولاً ثم لكيفية عملها وترابطها وإبداعها!.
كلها أسرار محيرة وألغاز مدهشة يكشف الطب عن القليل منها والكثير يبقى طي الكتمان حتى يحين الوقت لكشف شيء منه؟ .. والذي بعلم ان هناك ٧٥٠ مليون سنخ رئوي يعمل لتصفية الدن وذلك بامرار غاز الاكسجين من الخارج الى الدم الاسود الوارد من البطين الايمن من القلب وطرح غاز الفحم منه يأخذه العجب كل مأخذ أولاً من عمل السنخ الواحد لان جداره رقيق ، فهو أرق من ورقة لفافة التبغ حيث يتألف الجدار من طبقتين من الخلايا لا تكاد ترى بالعين المجردة!. وهذه الملايين المجتمعة من الاسناخ تنقي الدم بشكل مستمر ، وتقوم بهذا الجهد حيث تنفخ الرئتان حوالي ٥٠٠ مليون مرة خلال الحياة وسطياً.
والكلية تقوم بتصفية الدن من جهة ثانية وفيها واحات صغيرة جداً لا ترى إلا بالمجهر حيث يتفرع الشريان الذي يغذي الكلية الى فروع دقيقة جداً حتى يصل الى تفريع شعري لا يرى إلى بالمجهر يلتف حول