يخسرها!! ولكن هذا ليس من طبائع هذا التركيب المتناسق البديع ، ولذا لا بد من تخزين البضائع حتى يحين الوقت الملائم وتأتي الشاحنات المناسبة فتملأ البضائع وتصدر حيث يحصل الربح والخير. فكيف بتخلق الانسان؟!!
والآن كيف سيصل الحيوان المنوي بأمان إلى الرحم وأمامه من العقبات والاخطار ما يهدد حياته بالفناء ، فالإحليل ( وهو المجرى الذي يسير فيه البول والسائل المنوي ) طويل ثم إن طبيعة الوسط في مجرى الإحليل حامض وذلك بسبب مرور البول المستمر ، ثم ان طول طريق المهبل خطر بسبب الحموضة الشديدة الموجودة فيه أيضاً ، ثم ان المفرزات في الحويصل المنوي قليلة. فما العمل اذن وأمامه كل هذه المخاطر؟؟ ..
حقاً ان قصة الحياة عجيبة ، ان الذي صممها حسب كل شيء بمقدار كما قال : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، فبما ان العقبة الاولى هي الاوساط الحامضية لذا فان تفاعل السائل المنوي هو قلوي ، وحتى يتم إيصال هذه المادة المهمة التي هي ماء الحياة إلى الرحم لا بد من مقدمات كثيرة ، فلا بد من احتقان الوصيل المنوي حتى يتدفق الذي اجتمع فيه إلى الخارج وهذا لا يتم إلا بالتوجيه العصي من مراكز الاشراف العصبية المجتمعة في النخاع وهذه بدورها تتلقى الاوامر من الدماغ ولكن كيف سيرسل الدماغ أوامره؟ إنها ستكون من خلال الفكرة التي يكونها عن الوسط الخارجي وهذه ستتكون من خلال الحواس وأهمها النظر ، ولذا فان النظر يحرك الفكرة الغريزية فتنطلق الأوامر بسرعة إلى النخاع حيث يضغط على الأعصاب بدوره ، والأعصاب تنبه الحويصل المنوي والغدد الأخرى ، فما هي إلا لحظات حتى تفرز بعض الغدد المختبئة في الطريق إفرازاتها وهي الغدد البصلية الإحليلية ومفرزها ذو طبيعة قلوية ولذا فانه يضمن الطريق البولي أن لا يوذي الحيوانات المنوية ولكن هل يكفي هذا؟