أو تكون له جنة يأكل منها ، فأنزل الله عزوجل عالم الغيب والشهادة الآيتين (" وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ") ... إلى قوله عزوجل (" عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ") ولانهم كفروا بتنزيل الله عزوجل فهم الابعد عن تفهم إعجاز القرآن الكريم ، ولكن المؤمنين يعلمون إعجاز القرآن ، وهو الأخبار بغيوب لم تتم ، ووقوعها يكون برهان على أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وذلك من قول الله عزوجل :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) صدق الله العظيم البقرة
أى هذا القرآن الكريم تحمل آياته أمور غيبية سوف تحدث تكون هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب.
(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ) : دابة مفرد وجمعها دواب ، وهى الدواب التى تمشى على الأرض.
(وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) : طائر هو الشيء الذى له صفة الطيران ، وبجناحيه تحديد أن يكون هذا الطائر له جناحين فقط.
(إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) : لا ترتقى الطيور والدواب إلى أن تكون مثل الإنسان فى صفاته وأفعاله وخلقه وتفكيره ، وذلك لأن الله عزوجل فضل خلق الإنسان عنهم فخلقة فى أحسن تقويم لقوله عزوجل (" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ") ـ التين ـ ، ولذلك فإن أمم أمثالكم لا تأتى إلا بمعنى ناس مثلكم ، وأمثالكم المقصود به المنزل عليهم القرآن وهم يعتبروا الأولين.
وعند مطابقة هذه الدابة التى هى أمم أمثالنا نجدها تنطبق تماما على وسائل المواصلات الحديثة التى تدب فى الأرض ، مثل القطار والأتوبيس