ذكرا من الأولين ، والذكر هو كتاب الله يذكر فيه أن هذه الأشياء التى اكتشفوها هى من علم الكتاب ، وهذا هو كفرهم بكتاب الله عزوجل ، فإنها حقا مذكورة فى كتاب الله عزوجل ، ولكنهم كفروا بكتاب الله الذى أنزله على النبى الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، فسوف يعلمون فى يوم الفصل أن هذا الكتاب لم يغادر صغير ولا كبيرة إلا أحصاها ، لقوله عزوجل :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٤٨) وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (٤٩)) صدق الله العظيم (الكهف) والذين اتبعوا خطواتهم وظنوا أنها الطبيعة فقد كفروا ، ولهم نفس مصير مكتشفيها ، وليعلموا أن الله عزوجل له ملك السموات والأرض ولم يتخذا ولدا وخلق كل شىء فقدره تقديرا ، وسبحان الله العظيم عالم الغيب والشهادة.
(فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) : مفهوم الزجرة فى القرآن الكريم أنها الصيحة ، وذلك من آيتين تتفقان فى الحدث وتختلفان فى لفظ سبب القيام أو الخروج وهما :
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩)) سورة الصافات
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢)) سورة ق