(والمرسلات عرفا) :
المرسلات تفيد بأشياء مرسلة من مكان الى آخر ، وعرفا تعنى تتابع وتوالى إرسالها من نفس المكان الى نفس المكان الآخر ، ومن عملية تتابع المرسلات عرفا إفادة بأن المرسلات هذه ليست رسالات يحملها شخص الى شخص آخر ، وذلك لأنه يكفى رسالة واحدة من الراسل الى المرسل اليه حتى يعلم بالمطلوب ، وذلك لأن الفائدة تكون فى الرسالة المرسلة نفسها فلا يحتاج الى مرسلات أخرى تتبعها عرفا ، ولكن قول الله عزوجل يفيد أن الفائدة تتم بالمرسلات عرفا نفسها أى بتتابع وتوالى هذه المرسلات تلو الاخرى كعرف الفرس من مكان الارسال الى مكان الوصول ، ومن ثم فإن الفائدة تتم فى طريق المرسلات نفسه ، وذلك لأنها تتوالى عرفا على الطريق نفسه ، وتنطبق هذه المرسلات على وسائل المواصلات الحديثة مثل القطارات والاتوبيسات والبواخر والمترو والتزام .... الخ من وسائل المواصلات الحديثة ، فمثلا القطار عبارة عن مرسلة من محطة قيامه من مدينة ما الى أماكن محددة ومدن أخرى ، ثم بعد فترة زمنية معينة يتبع هذا القطار قطار آخر من نفس محطة القيام الى نفس الاماكن التى ذهب اليها القطار الاول ، وبذلك يكون عرفا أى متتابع كعرف الفرس ، وتكون هنا الفائدة فى الطريق نفسه وهو توصيل الناس من مكان الى مكان آخر بطريقة متتابعة ومنتظمة ، وينطبق هذا على باقى المواصلات الحديثة التى تدب على الارض بالاخص ، وذلك باعتبار أن الناس أول ما عرفوا من المواصلات هى المواصلات التى تدب على الارض فهى بداية المواصلات الحديثة ، والذى دل على أن المرسلات عرفا هى المواصلات الحديثة التى تدب على الارض هو انسياق آيات الله عزوجل التى بعدها مباشرة كمراحل لتطورها.