فالجواب أنه إنما قصد نفى الرّيب عنه ، ولو قدم (فِيهِ) لكان إشارة إلى أن ثمّ كتابا آخر فيه ريب ، كما أن (لا فِيها غَوْلٌ) إشارة إلى أن خمر الدنيا فيها غول. وهذا المعنى يبعد قصده ؛ فلم يقدم الخبر ؛ وإنما نفى الشك عنه أنه من عند الله فى اعتقاد أهل الحق ، وفى نفس الأمر. وأما اعتقاد أهل الباطل فلا عبرة به.
وقد قيل : إنّ خبر لا فى قوله : (فِيهِ) ، فيوقف عليه. وقيل خبرها محذوف فيوقف على لا ريب. والأول أرجح لتعيّنه فى قوله : لا ريب فيه فى مواضع أخر.
(رَغَداً) : كثيرا واسعا [١٢١ ب] بلا غنى.
(رَفَثَ (١)) : نكاح. ويقال أيضا للافصاح بما يجب أن يكنى عنه من ذكر النكاح. ويقال أيضا : للفحش من الكلام.
(رَؤُفٌ) : شديد الرحمة.
(الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) : هم الذين رسخ إيمانهم ، وثبت ، كما يرسخ النخل فى منابته.
(راعِنا (٢)) : أخرج أبو نعيم فى دلائل النبوة عن ابن عباس ، قال : راعنا ـ سبّ بلسان اليهود ، وكان المسلمون يقولون لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : راعنا ؛ وذلك من المراعاة ؛ أى راقبنا وانظرنا ؛ فكان اليهود يقولونها ويعنون بها معنى الرعونة على وجه الإذاية للنبى صلىاللهعليهوسلم ، وربما كانوا يقولونها
__________________
(١) البقرة : ١٨٧
(٢) البقرة : ١٠٤