ولا ابن مالك وإلّا لما استدل بالشعر ؛ وهى قوله تعالى (١) : (يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ). ووجدت آية الخبر فيها ظرف ؛ وهى (٢) : (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ).
وردّ ذلك الزركشى فى البرهان (٣) وابن الدمامينى ـ بأنّ (لَوْ) فى الآية الأولى للتمنى ، والكلام فى الامتناعية. وأعجب من ذلك أن مقالة الزمخشرى سبقه إليها السّيرافىّ. وهذا الاستدراك وما استدرك به منقول قديما فى شرح الإيضاح لابن الخباز ، لكن فى غير مظنته ؛ فقال فى باب «إنّ وأخواتها» : قال السّيرافى تقول : لو أن زيدا قام لأكرمته. ولا يجوز لو أن زيدا حاضر لأكرمته ؛ لأنك لم تلفظ بفعل يسد مسدّ ذلك الفعل. هذا كلامه. وقد قال الله تعالى (٤) : (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ). فأوقع خبرها صفة ؛ ولهم أن يفرّقوا بأن هذه للتمنى فأجريت مجرى ليت ، كما تقول ليتهم بادون. انتهى كلامه.
وجواب لو إما مضارع منفى بلم أو ماض مثبت أو منفى بما. والغالب على الثبت دخول اللام عليه ، نحو (٥) : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً). ومن تجرده (٦) : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً). والغالب على المنفى تجرّده ؛ نحو (٧) : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ).
الثالثة : قال الزمخشري : الفرق بين قولك : لو جاءنى زيد أكرمته. ولو زيد جاءنى لكسوته. ولو أن زيدا جاءنى لكسوته ـ أن القصد فى الأولى
__________________
(١) الأحزاب : ٢٠
(٢) الصافات : ١٦٨
(٣) البرهان : ٤ ـ ٣٧٠
(٤) الأحزاب : ٢٠
(٥) الواقعة : ٦٥
(٦) الواقعة : ٧٠
(٧) الأنعام : ١١٢