(تَظاهَرُونَ (١)) : تتعاونون.
(تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) في هذا وفيما بعدها جاء مضارعا مبالغة ؛ لأنه أريد استحضاره في النفوس ، أو لأنهم حاولوا قتل محمد صلىاللهعليهوسلم ، لو لا أن الله عصمه. وضمير هذه الآية لقريظة ؛ لأنهم كانوا حلفاء الأوس ، والنّضير حلفاء الخزرج ، وكان كلّ فريق يقاتل الآخر مع حلفائه ، وينفيه من موضعه إذا ظفر به.
(تَهْوى أَنْفُسُكُمُ (٢)) ، أى تميل. ومنه (٣) : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ، أى ما تميل إليه نفسه.
(تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ (٤)) الضمير للذين لا يعلمون والذين من قبلهم ، وتشابه قلوبهم فى الكفر ، وفى طلب ما لا يصح أن يطلب ؛ وهو قولهم يكلّمنا الله.
(تَصْرِيفِ الرِّياحِ (٥)) : تحويلها من حال إلى حال جنوبا وشمالا من كل (ما انصب من الرمال) وما بينها بصفات مختلفة ، فمنها ملقحة للشجر ، وعقيم وصر ، وللنصر وللهلاك ، كأنه تعالى يقول : «خلقت الخفاش من الريح ، وحفظت ملك سليمان فوق الريح وأهلكت قوم عاد بالريح ، ولقحت الشجر بالريح ، ونحت ورقها بالريح».
ونظيره : أخرجت ناقة صالح من الحجر ، وأدخلت ولدها فى الحجر ، وأهلكت قوم لوط بالحجر.
ونظيره : خلقت إبليس من النار ، وحفظت إبراهيم فى النار ، وعذّبت الكفار فى النار.
__________________
(١) البقرة : ٨٥
(٢) البقرة : ٨٧
(٣) الجاثية : ٢٣
(٤) البقرة : ١٨
(٥) البقرة : ١٦٤