سابع عشر ذي الحجة سنة ٩٥٣ ه ق ؛ دون تحديد مكان الولادة.
نرجح انطلاقا من هذا النصّ ، انّ «الشيخ البهائيّ» قد ولد قبل هجرة ابيه الى «ايران». ولو كانت ولادته في غير موطنه الاوّل ، لأشار «الشيخ حسين بن عبد الصمد» الى ذلك. ويؤيّد ذلك ما ذكره «الشيخ البهائيّ» فى سانحة من سوانحه في «الكشكول» حيث قال : «لو لم يأت والدي ـ قدّس الله روحه ـ من بلاد العرب الى بلاد العجم ، ولم يختلط بالملوك ، لكنت من اتقى الناس واعبدهم وازهدهم ؛ لكنّه ـ طاب ثراه ـ اخرجني من تلك البلاد ، واقام في هذه البلاد».
والده وهجرته الى «ايران».
والد «الشيخ البهائيّ» ، «الشيخ حسين بن عبد الصمد» كان من مشايخ «جبل عامل» ، العظام. ويعدّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» من اوائل الّذين قرءوا على «الشهيد الثاني» في اوائل امره وتصدّيه للتدريس. وقد صرف خلاصة ايّام شبابه في صحبته. وقد اجازه اجازة عامّة مطوّلة مفصّلة.
بعد ان احكم العثمانيّون قبضتهم على اهل «جبل عامل» وعلى غيرهم من الشيعة الواقعين تحت حكمهم ، في حماة الصراع المذهبيّ المحتدم بين العثمانيّين والصفويّين ، وبسبب مباشر من تلك المواقف المتشنّجة من الفريقين ، اصبح الشيعة خارج «ايران» ومن جملتهم شيعة «جبل عامل» ضحيّة ذلك الصراع. واصبح كلّ شيعيّ في نظر العثمانيّين واعوانهم متّهما بميولهم نحو الدولة الصفويّة ، عدوة العثمانيّين ؛ لذلك عاش العلماء حالة من الترقّب والخوف والتستّر. واضطرّ عدد منهم الى ان يغادروا «لبنان» ؛ دون رجعة. ويهاجروا منها الى «ايران» ، و «العراق» ، و «الحجاز» و «الهند» ، تقديرا منهم انّهم يستطيعون ابلاغ دعوتهم الى الحرّيّة الفكريّة ، وتحقيق نشاطهم العلميّ في ظلّ دولة تؤمن لهم الطمأنينة ، وفي موطن اقلّ مظالم ومغارم. وقد اشتدّت تلك الهجرة قبيل مقتل «الشهيد الثاني» وبعد مقتله.