واذ كان «الشيخ حسين بن عبد الصمد» في «العراق» ، ارسل اليه «الشيخ عليّ بن هلال المنشار» ـ شيخ الاسلام (*) في «اصفهان» ـ كتابا يطلبه. وهذه الهجرة تمّت في حياة «الشيخ الشهيد الثاني» ؛ لانّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» كتب من بلاد العجم الى شيخه
__________________
(*) كان ترتيب مقامات رجال الدين في الدولة الصفويّة على الشكل التالي :
١ ـ ملّا باشيّ.
كان الملّاباشيّ رئيس جميع الروحانيّين في «ايران». وكان وظيفته تأمين عمل ، او طلب وظيفة ، او هبة لطلّاب العلم ، وللفقراء ، ورفع الظلم عن المظلومين ، والشفاعة للخاطئين ، والتحقيق في المسائل الشرعيّة ، وتعليم الادعية ؛ ولا يتدخّل في الاعمال الاخرى.
٢ ـ الصدر.
هذا المقام مختصّ بشخصين : احدهما : صدر خاصّة ، والآخر : صدر عامّة ، او صدر الممالك. وهو الّذى يعيّن حكّام الشرع ، ومسئولي الاوقاف ، والاشراف على اعمال السادات ، والعلماء ، والمدرّسين ، وشيوخ الاسلام ، وائمّة الصلاة ، والقضاة ، وخدّام الاضرحة المقدّسة ، والمقابر ، والمزارات ، والمساجد ، والمدارس ، ووزراء الاوقاف والنّظار. كذلك النظر فى الدعاوي المتعلّقة بالقتل وغيرها من الاحداث ، يتمّ بحضور الصدر العامّ والصدر الخاصّ ، ورئيس الديوان ؛ ولا حقّ لحكّام الشرع الآخرين في مخالفة ما يصدر عن هؤلاء.
٣ ـ قاضي العاصمة.
يحكم في الدعاوي العاديّة الّتي ليست من اختصاص الصدر.
٤ ـ شيخ الاسلام.
شيخ الاسلام ، او آخوند ، يتفرّغ في منزله للنظر في الدعاوي الشرعيّة ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، واجراء معاملات الزواج ، والطلاق ، وضبط اموال الغائب واليتيم.
يعيّنوا هؤلاء بامر الحكّام الصفويّ. وكان الحاكم الصفويّ يجلس الروحانيّين ورجال الدين ، الكبّار ، عن يسار عرشه ؛ ليثبت انّ رجال السياسة اعلى من الرؤساء الروحيّين ؛ امّا جهة اليمنى ، فكان يجلس كبّار القوّاد ، ورجال الدولة والوزراء.