ـ «الشهيد الثاني» ـ كتابا في نهاية الحسن والبلاغة. وكان عمر «الشيخ البهائيّ» يوم هاجر به ابوه الى «ايران» ، سبع سنين ؛ وبما انّ ولادة «الشيخ البهائيّ» كانت في ذي الحجّة سنة ٩٥٣ ه ق ، فتكون هجرة «الشيخ حسين بن عبد الصمد» اواخر سنة ٩٦٠ ه ق ، او اوائل سنة ٩٦١ ه ق.
ظلّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» وعائلته في «اصفهان» ثلاث سنين ؛ ثمّ ، انتقل بعدها الى «قزوين» وتولّى مشيخة الاسلام في اواخر ذي القعدة سنة ٩٦٨ ه ق ، بعد ان استدعاه «طهماسب الصفويّ» اليه. واستمرّ على ذلك سبع سنين ايّام اقامته في «قزوين» ؛ ثمّ ، صار ذلك المنصب له بارض «المشهد الرضويّ» ـ على مشرفها السلام ـ وانتقل اليها واقام بها ـ ايضا ـ برهة. سنة ٩٧٥ ه ق ، صدر الامر الى «الشيخ حسين بن عبد الصمد» ان يتوجّه الى «هرات» ، بعد فتح «طهماسب الصفويّ» لها ؛ وذلك لارشاد اهلها ، ويبدو ان «الشيخ البهائيّ» صحب اباه سنة ٩٧٥ ه ق في اوّل سفره الى «هرات» ، ومكث هناك مدّة ؛ ثمّ ، فارقها الى «قزوين». سنة ٩٨٣ ه ق غادر «الشيخ حسين بن عبد الصمد» «هرات» الى «قزوين» لملاقات «طهماسب الصفويّ» بها وطلب الرخصة منه له ولولده بالحجّ الى بيت الله الحرام ـ وهو يضمر في نفسه امرا ـ فأذن له «طهماسب الصفويّ» المحتال ، ولم يأذن لولده «الشيخ البهائيّ» ، وامره ان يقوم مقام ابيه في «هرات». وكان هذا اوّل منصب رسميّ يتولّاه «الشيخ البهائيّ». ففرّ «الشيخ حسين بن عبد الصمد» الى «مكّة» قاصدا الجوار فيها الى ان يموت ، ولكن «مكّة» و «المدينة» كانتا تحت سيطرة العثمانيّين ، وكان الشيعة فيهما يتعرّضون للضغط والتهديد بسبب ردّات الفعل المهلكة ؛ لذا لم يجد ـ اخيرا ـ موئلا سوى «البحرين» الّتي تشبه الحياة فيها ، الحياة في «جبل عامل». ولم يعيش طويلا في «البحرين». فقد وافته المنية في الثامن من ربيع الاوّل سنة ٩٨٤ ه ق. ودفن ب : «المصلّى» من قرى «هجر».