باسلوب خالص من شوائب الغرابة والابتذال. نلاحظ انّه قدّم المادّة العلميّة باسلوب أدبيّ حين سجّع وزاوج في العبارة ؛ دون غلوّ في المحسّنات اللفظيّة والمعنويّة. وانّما ظهر عنده الغنى اللفظيّ ملائما للامتلاء المعنويّ. امّا اسلوبه الادبيّ في كتبه الدينيّة ، هو الغنى اللغويّ ، والبساطة في الاداء وحسن التقسيم. فقد قدّم لكلّ رسالة ، او كتاب بمقدّمة تناسب المقام ، وجمع الى الغنى اللفظيّ والمعنويّ ، المحسّنات البيانيّة من مراعات النظير والاستعارات قريبة المتناول. ولقد بلغ اسلوبه من حيث البلاغة والفصاحة والبيان مداه في مقدّمة كتابه «العروة الوثقى في تفسير القرآن» ؛ لانّه يتحدّث عن كلام الخالق ؛ جلّ وعلا.
ب) شعره العربيّ والفارسيّ.
لقد كان «الشيخ البهائيّ» شاعرا باللغتين العربيّة والفارسيّة ، ومع ذلك لم يصبه ما اصاب الشعراء من ذوي اللسانين الّذين لم يستطيعوا الإجادة بكلتا اللغتين. فكان ما قاله بالفارسيّة بمستوى ما قاله بالعربيّة ؛ وربّما ارقى من حيث فنون القول وعرض المعانيّ.
هو شاعر دينيّ ؛ وقد تمثّل شعره الدينيّ في المديح النبويّ ، ومديح اهل البيت ـ عليهمالسلام ـ والحنين الى عتباتهم المقدّسة ، والموعظة. ولا نجد في ديوانه بيتا مدحيّا واحدا موجّها الى الحكّام والأمراء الصفويّ.
في رحاب عالمه الشعريّ ، انّا نجد انفسنا امام شاعر انسانيّ السّمات. رقى شعره العربيّ عن شعر العربيّ المعاصر له ؛ لانّ عناصر ثقافته غنيّة متنوّعة ، عربيّة وفارسيّة وهنديّة ، فقهيّة وفلسفيّة وعلميّة وادبيّة ؛ كما انّ في شعره ، الكثير من اللمعات الفكريّة المشعّة ، والعواطف الرقارقة الخالصة ؛ لذا ابدع ما لم يبدعه الآخرون ، ووصل الى هدف قصّر عنه الباقون. لم يستخدم في شعره العربيّ ، ايّة كلمة غير عربيّة ـ كما فعل شعراء العصر العباسيّ ، الّذين وجد في شعرهم كثير من الكلام الدخيل ـ على رغم من انّه امضى معظم حياته في «ايران» ؛ ولكن فقد نظم كثيرا من شعره العربيّ على طريقة الدوبيت الفارسيّة ،