التوحيد ، وبطل الاتحاد بين الاسم والمسمى ، والاول أظهر. ويحتمل أن يكون المراد بالمألوه من له الاله ، كما يظهر من بعض الاخبار أنه يستعمل بهذا المعني كقوله عليهالسلام : كان إلها إذ لامألوه ، وعالما إذ لامعلوم ، فالمعنى أن الاله يقتضي نسبة إلى غيره ولا يتحقق بدون الغير ، والمسمي لاحاجة له إلى غيره فالاسم غير المسمى.
ثم استدل عليهالسلام على المغايرة بوجهين آخرين : الاول أن لله تعالى أسماءا متعددة فلو كان الاسم عين المسمى لزم تعدد الآلهة ، لبداهة مغايرة تلك الاسماء بعضها لبعض قوله : ولكن الله أي ذاته تعالى لاهذا الاسم. الثاني أن الخبز اسم لشئ يحكم عليه بأنه مأكول ، ومعلوم أن هذا اللفظ غير مأكول ، وكذا البواقي.
وقيل : إن المقصود من أول الخبر إلى آخره بيان المغايرة بين المفهومات العرضية التي هي موضوعات تلك الاسماء وذاته تعالى الذي هو مصداق تلك المفهومات ، فقوله عليهالسلام : والاله يقتضي مألوها معناه أن هذا المعنى المصدري يقتضي أن يكون في الخارج موجود هو ذات المعبود الحقيقي ليدل على أن مفهوم الاسم غير المسمى ، والحق تعالى ذاته نفس الوجود الصرف بلامهية اخرى ، فجميع مفهومات الاسماء والصفات خارجة عنه فصدقها وحملها عليه ليس كصدق الذاتيات على الماهية ـ إذ الماهية له كلية ـ ولا كصدق العرضيات ـ إذ لاقيام لافرادها بذاته تعالى ـ ولكن ذاته تعالى بذاته الاحدية البسيطة مما ينتزع منه هذه المفهومات وتحمل عليه فالمفهومات كثيرة والجميع غيره فيلزم من عينية تلك المفهومات تعدد الآلهة. وقوله عليهالسلام : الخبز اسم للمأكول حجة اخرى على ذلك فإن مفهوم المأكول اسم لما يصدق عليه كالخبز ، ومفهوم المشروب يصدق على الماء ، ومفهوم الملبوس على الثوب ، والمحرق على النار ، ثم إذا نظرت إلى كل من هذه المعاني في أنفسها وجدتها غير محكوم عليها بأحكامها فإن معنى المأكول غير مأكول إنما المأكول شئ آخر كالخبز ، وكذا البواقي ولايخفى مافيه.
٣ ـ يد ، مع ، ن : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن محمد بن عبدالله ، وموسى بن عمرو ، والحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن سنان قال سألت الرضا عليهالسلام عن الاسم ما هو؟ قال : صفة لموصوف.