الاكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتي عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير ، لا والله حتى يعلم الله اني لا أقدر على قليل ولا كثير ، ولقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ، وكذلك سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول ، فانه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا ، فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده ، حتى ألقى الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه.
٥٤ ـ حدثني علي بن محمد القتيبي ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، قال حدثني أبي ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، قال قال أبو الحسن عليهالسلام قال أبو ذر : من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى باحدهما وأتعشى بالاخر ، وبعد شملتي صوف أتزر باحداهما وأرتدي بالاخرى.
______________________________________________________
والاكاف : صانعه. والجمع الاكف بضمتين.
قال في المغرب : والسرج الذي على هيئته هو ما يجعل على مقدمة شبه الرمانة ، والوكاف لغة ومنه او كف الحمار وأكفه ايكافا ووكفه توكيفا أي شد عليه الاكاف ، وأما أكف الاكاف تأكيفا فمعناه اتخذه.
قوله رحمه الله تعالى : عن موسى بن بكر الواسطى
ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليهالسلام وقال : أصله كوفي واقفي له كتاب يروي عن أبي عبد الله عليهالسلام (١).
واني لست استثبت وقف الرجل ، ولا شيخنا أبو العباس النجاشي تعرض لنقله ، وستطلع على ما رواه أبو عمرو الكشي في مدحه مما ينصرح به أن أسناد الوقف اليه اختلاق عليه ، فاذن الطريق حسن على الأصحّ.
قوله رضى الله تعالى عنه : من جزى الله عنه الدنيا
يعني من كان شيء من الدنيا عنده مشكورا محمودا مرغوبا اليه يستحق أن يقال : جزاه الله عني خيرا فأنا على خلاف سيرته ، فان كل ما في الدنيا مذموم مقبوح
__________________
(١) رجال الشيخ : ٣٥٩