قال ، وقال : ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما ، فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك؟ فقال : اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل له : وما شغلك عنهما؟ قال : العظيمتان الجنة والنار. قال : وقيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة؟ قال ما أصبح فلا امسي وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حرّ متاعنا ، سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : كندوج المرء قبره.
______________________________________________________
منحي عن الخير لا يستحق الا أن يقال : جزاه الله عني مذمة وبعادا عن الرواء والنضارة بعد رغيفي شعير اتخذ أحدهما لي غذاء به أتغذى والاخر عشاء به أتعشى وبعد شملتي صوف أتخذ لي أحدهما ازارا وبها أتزر والاخرى رداء بها أرتدي.
قوله رضى الله تعالى عنه : وما عنانى أكبر
بالتشديد على التفعيل من العناء باهمال العين المفتوحة قبل النون وبالمد المشقة والشدة والاذى والالم ، عناه يعنيه تعنية فتعنى وهو يتعاني الشدائد والمشاق والآلام.
قوله رضى الله تعالى عنه : ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح
على سياقه الدعاء عليه ، والهمزة للدخول أي ما منه أصبح ودخل في الصباح فلا أبقاه الله الى الامساء ، وما منه أمسى ودخل في المساء فلا أبقاه الله الى الاصباح والدخول في الصباح ، « لنا كندوج » أي وعاء نضع فيه « حر متاعنا » حر كل شيء باهمال الحاء المضمومة قبل الراء المشددة نجيبه ونفيسه وطيبه وصميمه ، وأرض حرة لا سبخة فيها ، وطين حر لا رمل فيه ، ورملة حرة طيبة النبات ونزل في حر الوادي أي في وسطها قاله في الاساس (١).
قوله (ص) كندوج المرء قبره
الكندوج بالضم على وزن صندوق شبه المخزن.
__________________
(١) أساس البلاغة : ١٢١