بذلك العهد ، أولست المدعى زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت انه ابن أبيك وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ، فتركت سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تعمدا وتبعت هواك بغير هدى من الله.
______________________________________________________
فقال عدي : والله ان قلوبنا التي أبغضاك فيها لفي صدورنا وان سيوفنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، ولئن أدنيت إلينا شبرا لندلي إليك من الشر شبرا ، وان حرجمة (١) الحلقوم وحشرجة الحيزوم لا هون علينا من أن نسمع المساءة في علي عليهالسلام فسل السيف يا معاوية يبعث السيف.
فقال معاوية : هذه كلمات حكم فاكتبوها ، وأقبل على عدي محادثا كأنه ما خاطبه بشيء انتهى كلام مروج الذهب (٢).
وسيأتي في أصل الكتاب تمام القول في ترجمة حجر بن عدي إن شاء الله العزيز العليم سبحانه.
قوله عليهالسلام أولست المدعى زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك
قال المسعودي في مروج الذهب : أن معاوية ادعى ذلك وأدخله في نسبه بشهادة أبي مريم السلولي ، وكان أخبر الناس ببدو الامر ، وذلك أنه جمع بين أبي سفيان وسمية أم زياد في الجاهلية على زنا ، وكانت سمية من ذوات الرايات بالطائف تؤد الضريبة الى الحارث بن كلدة سمية ، فقال : ايتني بها على ذفرها وقذرها.
فقال له زياد : مهلا يا أبا مريم! انما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما ، فقال أبو مريم : نعم لو كنت أعفيتموني لكان أحب إلي وانما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكور (٣) درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشانا ، فلم ألبث أن خرج
__________________
(١) وفي المصدر : حز
(٢) مروج الذهب : ٣ / ٣ ـ ٥
(٣) كار الشىء يكور كورا دار وكور العمامة دورها ( منه ) وفي المصدر : بكم درعها