|
رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، لله أبوهم وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني ، لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وها أناذا ذرّفت على الستين (١) ». |
ولعمر الحق لو لم تجد بنو أمية أنصارا منهم لما تسنى لهم إبادة العترة الطاهرة. فتألبوا على آل الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ووثبوا عليهم وثبة الأعداء الألدّاء ، وفي مطاوي نياتهم أن لا يدعوا لهم نافخ ضرمة كأنهم قوم من الترك أو الديلم ، وكأن لم يكن لهم من الدين موطأ قدم فاستباحوا قتل الأطفال ، ولو نالوا من اشهامة نصيبا لما استباحوا سبي النساء من بلد الى آخر وهن عقائل الوحي وحرائر النبوة ، ولو كانوا يملكون شيئا من النخوة العربية لما استسهلوا تلكم المخازي التي تندى منها جبهة الإنسانية وتبرّأ منها العاطفة البشرية ، لكنهم نبذوا الإسلام بما ارتكبوا ، نبذوا دين العطف والغيرة ، نبذتهم العروبة ، نبذتهم العادات والتقاليد ، فأهون بهم منبوذين لا يردّهم شيء الى المجد العربي ولا الشرف القومي ولا الفخر الديني ، ولا أبعد الله غيرهم يوم كاتبوا الحسين واستنهضوه كاتبوا عدوّه فاغروه به ، ألا لعنة الله على القوم الضالمين
__________________
١) نهج البلاغة ج١ ص٧٧.