|
شعره ، فقال عليهالسلام : « لقد سألتني عن مسألة حدّثني عنها خليلي رسول الله أنك ستسألني عنها ، وما في لحيتك ورأسك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ولدي الحسين » ، وعمر يدرج بين يدي أبيه (٩). |
وهذا منه سؤال مستهزء لا مستفهم ظن في ذلك أن يفحم الإمام لأن الجواب الحقيقي يعوزه البرهان ؛ فإن أمير المؤمنين لوعيّن عددا فأي أحد يمكنه عد الشعرات ولا يرمى بالخطأ ، وحيث وضح لأبي الحسن عليهالسلام الواقف على ضمائر العباد ما أضمره سعد عدل الى ما في خزي لذلك المتعنّت اللدود ، وقد بقي وصمة عليه الى آخر الأبد فحكى له حديث الرسول صلىاللهعليهوآله .
فهذا الذي عرفناه من نفسيات سعد وبوائقه يسير من كثير ولو أردنا الإستقصاء لأريناك غرائب.
إذا فليس من البدع إذا قام ابنه عمر بهاتيك المظاهر الذميمة فؤاد الحق ونصر الباطل وأجهز على بقايا الرسالة وشظابا النبوة الى مخازي لا تحصى مع القسوة التي يمجها الطبع البشريّ ، وتتذمر منها الانسانية فأعقبها سبة خالدة ، وشية من العار سجلها له الدهر منذ خيانته مسلم بن عقيل الى مشهد الطف الى ما بعده حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وإلى هذا القضايا الطبيعية كان يوعز أمير المؤمنين بعلمه المستقى من بحر النبوة فيقول : « إن بيتك لسخلا يقتل ابني الحسين. »
وإذا كان سعد يستهزئ بسيد الوصيين فلقد استهزأ ابنه عمر بسيد شباب أهل الجنة يوم اجتمع به قبل اشتباك الحرب وقال له :
|
« أي عمر أتقاتلني؟ أما تتقى الله الذي اليه معاد فأنا ابن من علمت؟ ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنه أقرب الى الله تعالى؟ » |
فاعتذر ابن سعد بمعاذير لاترضى الخالق تعالى قال : ( أولا ) أخاف أن تهدم داري ، قال الحسين : أنا أبنيها لك ، و ( ثانيا ) أخاف أن تؤخذ ضيعتي ، قال عليهالسلام أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز (١٠) ، ويروى أنه قال له : أعطيك
__________________
٩) كامل الزيارة لابن قولويه من أعيان القرن الثالث ص٧٤.
١٠) مقتل العوالم ص٧٨.