الداعي الى ترتيب تلك الآداب محض الإستحسان والمناسبة ، لأن في الإقدام على هذا بعنوان أنه من الشريعة يستلزم الوقوع في ورطة البدعة التي لا تقال عثرتها ، وحاشا علماء المذهب الصحيح ارتكاب ما لم يرد من الشرع ؛ كيف وهم يقرؤون ليلهم ونهارهم قول الرسول صلىاللهعليهوآله :
|
« كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. » |
ومما يشهد لذلك أن الشيخ الكليني يقول في خطبة كتاب « الكافي » : وقلت أنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع جميع فنون الدين بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهمالسلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل وبها يؤدّي فرض الله وسنة نبيه ، وقد يسر الله وله الحمد تأليف ما سألت.
وقال الشيخ الصدوق في أول « من لا يحصره الفقيه » : إني لم أقصد قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه بل قصدت الى ايراد ما أفتى به ، وأحكم بصحته ، وأعتقد أنه حجة فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره ، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع.
وقال ابن الشمهديّ في أول « المزار الكبير » : إني جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهدة ، وما ورد من الترغيب في المساجد المباركة والأدعية المختارة ، وما يدعى به عقيب الصلوات ، وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات ، وما يلجأ اليه من الأدعية عند المهمات مما اتصلت به من ثقات الرواة الى السادات الأطهار عليهمالسلام.
وقال الشريف النقيب ابن طاووس في آخر « مصباح الزائر » : ان ما وقع اختياره عليه في الكتاب وصل على الوجه الذي استحسنته وأعتمد عليه من جهة الرواية.
وان ما ذكرناه في ترجمة الشريف المطبوعة في كتابه « الملاحم » تفيد القارئ معرفة بجلالته وسعة اطلاعه ومقامه عند العلماء ، واما ابن المشهدي فهو أبو عبدالله محمد ابن جعفر بن جعفر المشهدي الحائري ، ووصفه بهما صاحب المعالم في إجازته الكبيرة ، كان ـ أعلا الله مقامه ـ جليلا في الطائفة ، متبحّزا في أخبار أهل البيت ، واسع الرواية ، عظيم المنزلة بين العلماء ، متكرر الذكر في الإجازات.
روى عن جماعة يزيدون على اثنين وعشرين منهم يحيى بن البطريق ، والشيخ